بقي مصير خالد المحاميد عضو هيئة المفاوضات السورية ونائب رئيسها معلقًا من دون أن تعرف وسائل الإعلام ما حدث له ما بين الإقالة والاستقالة والعودة، إلى أن ظهر على وسائل الإعلام باسم معارض سوري، وليس باسم عضو في هيئة التفاوض السورية.

إيلاف: أكد المحاميد من على شاشة "العربية" أنه قدم استقالته، وتحدث عن عدم وجود انسجام داخل الهيئة. واتهم فريقًا صغيرًا داخلها بتحريكها، وأن "هناك مكونًا يسيطر عليها، وأننا كمعارضة نطالب بالديمقراطية، لكننا نمارس التشبيح ضد بعضنا البعض".&

وكان المحاميد قد تحدث في وقت سابق لـ"إيلاف" عن عدم رضاه عمّا يحدث، وأكد أن "دوره إنساني، وأن هناك جهات لا تريد أي حل في سوريا".

العمل لأجندات إقليمية
ردًا على سؤال حول ما يقال عن تحميله مسؤولية "تسليمه جنوب سوريا والغوطة الشرقية من خلال علاقته بالفصائل"، أجاب المحاميد في اللقاء المتلفز إن "رئيس هيئة المفاوضات على علم بكل التفاصيل، لأن هناك غرفة عمليات مشتركة تجمعهم وعلى صلة بكل ما يجري في الجنوب".

وأشار إلى أن "الهيئة عجزت عن تقديم بيان واحد يدين ما حدث في عفرين"، متهمًا إياها بالتنسيق وفق "أجندة تابعة لدول إقليمية"، لافتًا إلى أن هناك بيانات للهيئة لا يعلم كثيرون عنها. وقال إن هناك حملة إعلامية ممنهجة ضده. أضاف إن ما تم في الجنوب هو من داخل قرار 2245.

اعتبر المحاميد أن على المعارضة أن تنظر إلى تخفيف المعاناة عن الشعب السوري. كما تحدث عن وجود معارضات، وليس معارضة واحدة، مشيرًا إلى حالة إقصاء. وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عيّن الدبلوماسي النروجي غير بيدرسن مبعوثًا للمنظمة إلى سوريا، خلفًا لستيفان دي ميستورا، الذي يُغادر منصبَه في نوفمبر المقبل.

عقم "جنيف"&
لكنه رأى أنه "ليس بإمكانه أن يفعل كثيرًا، وتمنى أن يكون المبعوث الأخير إلى سوريا". وقال إن "المبعوث سيقوم بتشكيل فريقه، وهذا ما يجعلنا ندخل تحت ضغط الوقت، متحدثًا عن مؤتمر حوار وطني والحل السوري - السوري".

هذا ويتجه بيدرسن إلى الإمساك بالملفِ السوري في الوقت الذي تركزُ فيه الأممُ المتحدة على كتابةِ الدستور السوري في مسعى إلى إحداثِ انتقالٍ سياسيٍ في البلاد. غوتيريرس أشارَ إلى أن عمليةَ التعيين تمت بالتوافق مع الدولِ الكبرى في مجلس الأمن ومع نظامِ الأسد.

وقال المحاميد إن "من رفض مؤتمر سوتشي، ذهب إلى روسيا مستجديًا من أجل إشراكه في اللجنة الدستورية". واعتبر أن مؤتمر جنيف لم يقدم شيئًا.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد أنهت عضوية المحاميد من الوفد المفاوض في العام 2017، بعد تصريحات إعلامية له، فُهم من خلالها إعلان إنهاء لدور المعارضة ولصراعها مع النظام، ثم عاد في منصب نائب رئيس هيئة التفاوض، إلى أن قدّم استقالته أخيرًا.