بعد مواقف صدرت من بوتين والكرملين بضرورة انتظار التحقيقات في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والتأكيد أن الحادث لن يؤثر على العلاقات مع الرياض، قالت الخارجية الروسية إن مسألة تزويد الاستخبارات الروسية لتركيا بمعلومات عمّا&حدث للصحافي تم تضخيمها بكم هائل من المكائد والافتراءات.&

إيلاف: أكدت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته يوم الخميس: "إن بلادنا أعلنت منذ اليوم الأول أنه من الضروري القيام بخطوة واحدة، وهي إجراء تحقيق شامل ونزيه". &

الاستخبارات الروسية
وقالت زاخاروفا، ردًا على طلب التعليق عمّا يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام عن أن الاستخبارات الروسية كانت تعلم ما حدث وأنها قدمت ما لديها من معلومات للاستخبارات التركية: "من المخيف أن تتضخم هذه المأساة بكل هذا القدر من المكائد السياسية والافتراءات، التي نراها اليوم".

تابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "يجري حاليًا، بدلًا من إتاحة الفرصة لإجراء تحقيق شامل وموضوعي، إطلاق حملة ضخمة، ليست أقل مأساوية، حول ملابسات هذه القضية".

وشددت زاخاروفا على أن هناك "عددًا ضخمًا من التسريبات" غير المؤكدة حول ملابسات مقتل الصحافي السعودي على الرغم من قلة المعطيات الرسمية بشأن القضية.

وأكدت زاخاروفا على ضرورة عدم الانجرار وراء هذه التسريبات، مشيرة إلى أن روسيا ستصدر تعليقاتها على مقتل خاشقجي فقط بعد إنجاز الأطراف المعنية التحقيقيات الرسمية في هذا الحادث.

موقف بوتين
يذكر أن أول موقف رسمي من موسكو حول مقتل خاشقجي كان صدر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين قال أثناء مشاركته في منتدى "فالداي" الدولي للحوار في الأسبوع قبل الماضي، إنه لا يجوز اتخاذ إجراءات تضر بالعلاقات مع السعودية قبل انتهاء التحقيق في هذه القضية.

واعتبر بوتين أنه "توجد مسؤولية على عاتق الولايات المتحدة" في قضية اختفاء جمال خاشقجي "لأنه عاش في الولايات المتحدة"، وفقًا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وشدد بوتين على أنه "من الضروري انتظار نتائج التحقيق" في اختفاء خاشقجي في تركيا "قبل تخريب العلاقات مع المملكة العربية السعودية".

وقال: "لقد عاش في الولايات المتحدة. لم يعش في روسيا، إنما في الولايات المتحدة. وبهذا المعنى، بالطبع، تتحمل الولايات المتحدة بعض المسؤولية عما حدث له"، مضيفًا أنه "لا يمكننا إفساد العلاقة مع السعودية ما لم تكن لدينا حقائق ملموسة"، معتبرًا أن "اختفاء خاشقجي أمر مؤسف قطعًا، لكننا بحاجة إلى فهم ما حدث"، حسب قوله.

زيارة الرياض
إلى ذلك، كان الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد أن حادث مقتل خاشقجي لم يؤثر في التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين المنتظرة إلى السعودية.

وقال بيسكوف، إن قضية مقتل الصحافي السعودي لم تؤثر ولا بأي شكل من الأشكال على الزيارة، ونحن أعلنّا عقب المكالمة الهاتفية بين بوتين والملك أن التحضيرات جارية .

ودعت الرئاسة الروسية الخميس الماضي إلى الاعتماد على معلومات رسمية موثوق بها في التعامل مع قضية مقتل خاشقجي. وأشارت إلى أنها أخذت في الاعتبار التصريحات الرسمية من الرياض بعدم تورط أفراد العائلة الحاكمة في ما حصل.