الدار البيضاء:&استقبلت الطفلة مريم أمجون، بطلة "تحدي القراءة العربي 2018" بالزغاريد والتمر والحليب في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، من طرف أفراد عائلتها.

ووجدت في استقبالها عند خروجها من الطائرة الكاتب العام (وكيل) لوزارة التعليم وكبار مسؤولي الوزارة وممثلي وسائل الإعلام المغربية الذين تسابقوا لأخذ تصريحات من البطلة التي لا يتجاوز عمرها 9 سنوات.
وقال يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التعليم، في تصريح خاص ل" ايلاف المغرب":"انخرطنا في تنظيم تحدي القراءة العربي في المغرب منذ ثلاث سنوات. وتميزت السنة الحالية بمشاركة جميع المديريات عبر التراب الوطني. وبلغ عدد المشاركين 600 ألف تلميذ قرؤوا 10 كتب على الأقل، من بينهم 49 ألف تلميذ قرؤوا 50 كتابا على الأقل". وأضاف بلقاسمي أن الطفلة مريم تألقت في جميع مراحل الإقصائيات لتتأهل لتمثيل المغرب في دبي.
وأشار بلقاسمي الى أن وزارة التعليم تعمل، في إطار انخراط المغرب في تحدي القراءة العربي، على تعزيز المكتبات المدرسية وتزويدها بالمزيد من الكتب. وأضاف "ما زالت هناك بعض المؤسسات التعليمية لا تتوفر على مكتبات مدرسية، والوزارة تعمل على سد هذا النقص".

وأشار بلقاسمي إلى أن وزارة التعليم تعتزم مضاعفة الجهود لإنماء الرغبة وحب القراءة لدى الأطفال على الخصوص، وقال "رغم ما يبدل من مجهود فلا يزال أمامنا الكثير لنعمله في هذا المجال نظرا لأهمية القراءة ".
من جانبه، قال الحسن أمجون، والد مريم، إن ابنته ولعت بالكتاب منذ نعومة أظافرها، مشيرا إلى أن اشتغال والديها معا في التعليم جعلها تنشأ في بيئة يحضر فيها الكتاب بشكل ملفت. فوالدها مدرس فلسفة وأمها أستاذة للعلوم الطبيعية. غير أن الفوز ببطولة تحدي القراءة العربي تطلب من الأسرة الصغيرة شهورا من الإعداد.
وقال أمجون "بدأنا الإعداد في نوفمبر الماضي، واستمر طيلة عطلة الصيف. وضعنا برنامجا يوميا للقراءة. وكنا، أنا وعايدة زوجتي، نساعد ابنتنا مريم في فهم المقروء وكيفية تحليله، وكيفية استخراج الأفكار الرئيسية والتعرف على الشخصيات والوقائع والأحداث وتحديد الزمان في النص الذي تقرأه، حتى تكون على استعداد لمواجهة لجنة الجائزة والدفاع عن رأيها".
وأشار إلى أن مريم تمكنت من قراءة أزيد من 200 كتاب في ظرف سنة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بكتب أطفال، أغلبها يتراوح حجمه بين 5 صفحات و20 صفحة. وأضاف أن مريم قرأت بعض الكتب التي يناهز حجمها 50 صفحة.


وعبرت مريم عند وصولها للمطار عن سعادتها لتمثيل المغرب في هذه المسابقة، كما عبرت عن افتخارها بتلقي اتصال هاتفي من الملك محمد السادس الذي هنأها بهذا الإنجاز. وقالت إن شعورها بهذه المناسبة "شعور لا يوصف، شعور يعاش فقط". وأضافت أنها تهدي الجائزة للشعب المغربي وللعاهل المغربي الملك محمد السادس. ووجهت مريم دعوة لأطفال المغرب من أجل الإقبال على القراءة، مشيرة إلى أن الكتاب هو صديق وأنيس لا تمل صحبته. وقالت إن القراءة تمكن من تملك الماضي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل، وتجعل القاريء يتجاوز رتابة الواقع ويتحرر من المكان والزمان.
وحول ما تفكر مريم أن تقوم به في المستقل، قالت "كل طموحي أن أصبح منهدسة معمارية على غرار المهندسة العراقية زها حديد التي تعرفت عليها عبر القراءة وعبر الفيديوهات المنشورة في اليوتوب". وعن هواياتها بالإضافة إلى القراءة، قالت مريم إنها تعشق الرسم والتلوين، وتهوى مساعدة والدتها في المطبخ، بالإضافة إلى ممارسة الألعاب الإلكترونية واليدوية ومتابعة برامج التلفزيون.