إيلاف من نيويورك: وصل الصراع الانتخابي المحموم بين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون صيف عام 2016 إلى مستوى الذروة، وزج المرشحان بجميع أوراقهما في محاولة حسم الأمور وكسب المعركة.

استنفار المعسكرين الجمهوري والديمقراطي، مثل فرصة لبعض المساعدين الذين عملوا على محاولة اظهار فعالية تأثيرهم في الحملات الانتخابية، ومن بين هؤلاء تصدر مستشار ترمب لفترة طويلة، روجر ستون الأضواء وتمكن من لفت انظار وسائل الاعلام بعد المواقف التي اطلقها.

تنبؤات صحيحة

ستون نجح في مسعاه بالبروز على حساب الاخرين دون ان يدرك في الوقت نفسه عواقب ما يفعله، وكي يظهر بمظهر البطل في حملة الرئيس ترمب، امضى وقته في اطلاق تنبؤات&عن الضربات التي سيوجهها موقع ويكيليكس الى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون متوعدا إياها على الدوام بالدمار.

سقط على المدى البعيد

تحققت تنبؤات ستون فنشرت ويكيليكس رسائل بريد اللجنة الوطنية الديمقراطية، وسقطت كلينتون، ولكن حسابات مستشار ترمب السابق لم تتوافق مع بيدر واشنطن بعد اثارة تساؤلات حول دور روسيا في الانتخابات وصولا الى تكليف روبرت مولر بالتحقيقات في تدخل شخصيات روسية بسير العملية الانتخابية.

وبعد اكثر من عام على انطلاق التحقيقات، عاد اسم روجر ستون ليبرز مجددا ويلقى اهتمام الاعلام، وهذه المرة من بوابة تركيز فريق التحقيق عليه لمعرفة الدور الذي لعبه في موسم الانتخابات.

اتهامات خطيرة

لم يحسب ستون النتائج التي سترتد على توقعاته المسبقة وسط ترجيحات تفيد بإمكانية توجيه اتهامات مباشرة له بالتآمر، وعرقلة العدالة ومحاولة التأثير على الشهود، والتهمة الأخيرة تتعلق برسائل تهديد بعث بها الى الإعلامي راندي كريديكو على خلفية ادلائه بشهادته، والجدير بالذكر ان ستون حاول التملص من موضوع التواصل مع فريق جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس فنفى مرارًا وتكرارًا تلقيه إشعارًا مسبقًا بمحتوى المواد التي ستسرب عن كلينتون او مصدرها وتوقيتها، مؤكدا ان كريديكو كان بمثابة المصدر الذي زوده بالمعلومات التي نشرها، بينما نفى الإعلامي الساخر هذا الامر.

وحاول ستون نفي موضوع رسائل التهديد حيث قال لشبكة سي ان ان، "لا يمكن أخذ هذه الأمور بجدية"، مضيفًا "لم يكن هناك أي جهد لتخويف أو إجبار راندي كريديكو على قول أي شيء آخر غير الحقيقة"، ومن المعروف ان كريديكو، اجرى مقابلات عديدة مع اسانج وزاره أيضا في مقر اقامته بسفارة الاكوادور في لندن.

نقطة أخرى مهمة

نقطة ثانية يعمل المحققون عليها وتتركز تحقيقاتهم حول ما اذا كان أعضاء في حملة ترمب على علم بموضوع اختراق بريد اللجنة الوطنية الديمقراطية، والى جانب ستون يبرز اسم سيتف بانون كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق للرئيس ترمب، وتبين ان الرجلين تبادلا رسائل البريد الاكتروني حول سبب احجام جوليان اسانج في أوائل اكتوبر&من العام 2016 عن نشر وثائق تتناول حملة كلينتون كان قد توعد بكشفها، وتظهر الرسائل ان بانون حاول الاستفسار من ستون عن تراجع اسانج.

بانون الخائن

ومما زاد الطين بلة بالنسبة الى ستون، الكشف عن قيام المحققين بمقابلة بانون في الأيام الأخيرة لهذه الغاية، وأيضا تم استدعاء جميع الأشخاص الذين سبق لهم وان عملوا الى جانب الاستراتيجي الجمهوري –ستون- كما يقدم نفسه أيضا، وفي الوقت نفسه لم يطلب فريق التحقيق مقابلته شخصيا، الامر الذي زاد من مخاوفه حيال اقتراب موعد توجيه مولر اتهاما مباشرا له.

ستون المسكون بالهواجس حاليا، شن عبر موقع دايلي كالر هجوما عنيفا على بانون وصل حد اتهامه بالخيانة وتحجيم الدور الذي لعبه في الانتخابات متناولا طريقة الرد على الشريط الصوتي الفاضح لترمب مع بيلي بوش، وكيفية نقل حملة ترمب المعركة الى ملعب كلينتون بعد ظهور المرشح الجمهوري في مؤتمر صحافي الى جانب سيدات اتهمن بيل كلينتون بمحاولة الاعتداء عليهن جنسيا، ولم يسلم من الهجوم سام نونبرغ الذي وصفه ستون بأحد رجال كبير المساعدين السابق في البيت الأبيض واتهمه بتسريب المحادثات ويقصد بها رسائل متبادلة بينهما زعم خلالها ستون بأنه تناول العشاء مع اسانج، وبعد انكشافها خرج ليقول إن الامر كان مجرد مزحة لا اكثر.


&