واشنطن: في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأميركية، طالب نجلا الصحفي جمال خاشقجي بإعادة جثمان والدهما ليدفن في السعودية، فيما البحث مستمر عن جثة خاشقجي في تركيا.

وقال صلاح (33 عامًا) وعبد الله (35 عامًا) خاشقجي إن من دون العثور على جثة والدهما، لن تكون الأسرة قادرة على إنهاء حزنها. وقال صلاح: "ما نريده الآن هو دفن والدي في مقبرة البقيع في المدينة المنورة مع باقي أفراد عائلته، وقد تحدثت عن ذلك مع السلطات السعودية، وآمل أن يحدث ذلك قريبًا".
&
أسيء فهمه

يرى عبد الله وصلاح أن والدهما أسيء فهمه لأسباب سياسية، "فقد كان شخصًا معتدلًا يحب الجميع، وكان لديه قيم مشتركة مع الجميع، كما كان أبًا رائعًا"، بحسب صلاح الذي أضاف: "أرى كثير من الناس يخرجون الآن ويحاولون المطالبة بإرثه ولسوء الحظ فإن بعضهم يستخدم ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها تمامًا، الرأي العام مهم... لكن خوفي هو أنه أكثر تسييسًا. فالناس يجرون تحليلات قد توجهنا بعيدًا عن الحقيقة".

وعن اتهام الراحل بعلاقاته الوطيدة بجماعة الإخوان المسلمين، قال عبد الله: "إنها مجرد بطاقات لاصقة والناس لا يقومون بواجبهم بشكل صحيح ويقرأون ويتعمقون". وعندما سُئل عن كيفية تذكر خاشقجي، أجاب صلاح: "إنه رجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع، رجل يحب بلده، الذي كان يؤمن بقدراته وإمكانياته، ولم يكن أبدًا منشقًا. إنه يؤمن بالملكية أنه الشيء الذي يبقي البلاد موحدة. ويؤمن بالتحول الذي تمر به السعودية".

أضاف صلاح: "كان والدي شخصية عامة أعجب بها الجميع، ولا ترى ذلك كثيرًا في وسائل الإعلام، في وسائل الإعلام المطبوعة".
&
لا نملك إجابات

صلاح، أكبر أبناء جمال خاشقجي، صار نقطة الاتصال الرئيسية بين الأسرة والحكومة السعودية، وهو يقول إنه يعتمد على تقارير إخبارية للحصول على تحديثات بشأن التحقيق في وفاة والده.

أوضح: "مصدرنا هو نفس مصدركم. إنه لغز. هذا يضع الكثير من الأعباء علينا جميعًا. الجميع يسعى إلى الحصول على معلومات كما نفعل، يعتقدون أن لدينا إجابات، ولسوء الحظ لا نملك إجابات".

قال عبد الله الذي يعيش في الإمارات العربية المتحدة، إنه كان آخر من رآه على قيد الحياة. عندما سمع أنه سيكون في تركيا ذهب لزيارته وقضى بعض الوقت معه ومع خطيبته خديجة جنكيز، ورأى سعادة والده. أضاف: "كان سعيدًا. كانت فرصة جيدة للغاية بالنسبة إلي لرؤيته. توقفنا في اسطنبول واستمتعنا، وكنت محظوظًا حقًا أن أقضي آخر لحظة معه. أشعر بالامتنان الشديد".

وكان عبد الله أول فرد من أفراد الأسرة يزور شقة والده في فرجينيا. هناك، وجد أن والده وضع صورة لأحفاده، طفلي عبد الله وابنته، على سريره، فأدرك مدى حب والده لعائلته.

أضاف: "هذا صدمني، ركزنا على جانبه الرقيق والعطاء من محبة عائلته وحفيدته".

يقول الأخوان إن والدهما كان يخطط لمغادرة واشنطن والانتقال إلى تركيا حتى يكون أقرب إلى أبنائه وأحفاده. قال صلاح: "السبب الرئيسي وراء اختياره العيش في تركيا هو أن يكون قريبًا من عائلته. لديه علاقة خاصة جدًا مع شقيقاته. كان صعبًا علينا سماع الأخبار المأساوية".
&
ليس سهلًا

قال عبد الله في المقابلة: "الأمر صعب، ليس سهلًا، خصوصًا عندما تصبح القصة كبيرة. ليس الأمر سهلًا، إنه أمر مربك. حتى الطريقة التي نحزن بها مربكة بعض الشيء، وفي الوقت نفسه، ننظر إلى الإعلام والمعلومات المضللة. هناك الكثير من الصعود والهبوط. نحاول أن نكون عاطفيين وفي نفس الوقت نحاول الحصول على أجزاء القصة لإكمال الصورة، إنها مسألة مربكة وصعبة، وليست حالة طبيعية".

سيعود صلاح إلى عمله المصرفي في جدة قريبًا، ويخشى من رد فعل المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول إن مصافحته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل مغادرته المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين قد أسيء تفسيرها على نطاق واسع.

قال: "أعني أنه لم يكن هناك شيء، لقد كانوا على وشك تحليل الوضع برمته، وأنا أفهم لماذا يحاولون القيام بذلك. إنهم يحاولون الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات من أي شيء، وهو أمر نقوم به أيضًا. أحيانًا تكون مجرد ادعاءات لا أساس لها، وأحيانًا لها معنى"، لافتًا إلى أنه ينتظر انتهاء التحقيق وبيان الحقيقة.