اعتبرت الأمم المتحدة الاثنين سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية مساء أمس محاولة لكسر روح سكانها الذين بدأوا يجنون ثمار السلام داعية إلى توخي الحذر لكشف الجناة وإحباط أية هجمات مقبلة.

إيلاف: دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيس بعثتها "يونامي" يان كوبيش بشدةٍ "التفجيرات الجبانة التي استهدفت مناطق سكنية عدة في بغداد ومدينة الصدر أمس، ما أسفر عن مقتل وإصابة عددٍ من المدنيين".. معربًا عن بالغ تعازيه لأسر الضحايا الذين لقوا حتفهم متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.

وحث كوبيش في بيان صحافي لبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم، السلطات على توخي المزيد من اليقظة لكشف الجناة وإحباط أية هجماتٍ أخرى.

وقال رئيس البعثة كوبيش "إن هذه الأعمال الشنيعة تهدف إلى كسر روح العراقيين، ولا سيما البغداديين الذين بدأوا يجنون ثمار السلام، كما تهدف إلى عرقلة تقدم بلدهم نحو الاستقرار بشكلٍ مطّرد، غير أن وحدة الشعب والجهود الحاسمة لقوات الأمن ستحبط حتمًا مخططات الإرهابيين الشريرة".

تأتي هذه التفجيرات في وقت لا تزال فيه القوى السياسية العراقية تخوض صراعًا حول مرشحي وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة رئيس الوزراء الجديدة عادل عبد المهدي، الذي اضطر في 26 من الشهر الماضي لتولي حقيبتي الوزارتين وكالة، ريثما يتم تعيين وزيرين لهما "من أجل عدم حصول فراغ إداري في هاتين الوزارتين المهمتين"، كما أوضح مكتبه، فيما لا تزال البلاد تتعرّض لهجمات إرهابية بين الحين والآخر.

وقُتل ستّة أشخاص، بينهم خمسة مدنيّين، وأصيب نحو 20 بجروح، الأحد، في تفجيرات في عدد من الأحياء ذات الغالبيّة الشيعيّة في بغداد، بحسب مصادر شرطيّة وطبّية. ففي مدينة الصدر في شرق بغداد قُتل مدنيّان، وأصيب ثمانية بجروح، في انفجارين، وفق ما قال ضابط في الشرطة وأطبّاء.

وأضافوا أنه في حيّ الصحة في جنوب غرب بغداد، أدّى انفجار عبوة لاصقة مثبتة على سيّارة موظف حكومي إلى مقتله. وأشاروا إلى مقتل جندي وإصابة اثنين بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريّتهم في الطارمية في شمال بغداد.

وفي ساحة عدن في شمال بغداد، أدّى انفجار عبوة ناسفة استهدفت مدنيّين قرب تجمّع حافلات إلى مقتل اثنين وجرح ستّة جميعهم مدنيّون وفق المصادر نفسها. كذلك أصيب سبعة أشخاص بانفجار عبوتين ناسفتين داخل حافلتين تقلان مدنيين في منطقتي الشعلة والمشتل في شمال وشرق المدينة، بحسب المصادر.

وكان العراق قد أعلن في أواخر العام الماضي عن دحر تنظيم داعش الإرهابي، لكنّ جيوبًا صغيرة لعناصره لا تزال تشن هجمات.
وكانت بعثة "يونامي" في العراق قالت الخميس الماضي إن عدد ضحايا العنف والإرهاب في العراق خلال الشهر الماضي أكتوبر 2018 كان الأقل منذ عام 2012، حيث تم تسجيل مقتل 69 مدنيًا، وهو ما يعني بحسب رئيس البعثة خروجًا تدريجيًا للعراق من من دائرة العنف التي جرّها الإرهابيون إليه.&
&