واشنطن: شهدت الولايات المتحدة حملة محتدمة للانتخابات التشريعية التي تنطلق الثلاثاء على وقع أحداث كبرى وسجالات قد تكون حاسمة، تهيمن عليها كلها شخصية الرئيس دونالد ترمب الطاغية الحضور.

في ما يلي عرض لأبرز المسائل المطروحة في السباق للسيطرة على الكونغرس.

- انتخابات في ظل ترمب -

قالها الرئيس نفسه: قد لا يكون اسمه مدرجا على اللوائح الانتخابية، لكن الانتخابات برمتها تدور حوله.

وعادة ما تتحول هذه الانتخابات التشريعية التي تصادف في منتصف الولاية الرئاسية، إلى استفتاء فعلي على الرئيس. لكن هذا التوجه الاعتيادي اتخذ بعدا غير مسبوق على ضوء شخصية رجل الأعمال الخلافية وسلوكه الخارج عن الانماط المعهودة.

وأعلن في تينيسي دعما للمرشحة الجمهورية لمجلس الشيوخ مارشا بلاكبورن "التصويت لمارشا هو في الواقع تصويت من أجلي"، وهو يتبع برنامجا حافلا يضاعف فيه التجمعات الانتخابية، مدركا أنه في حال خسر الجمهوريون السيطرة على الكونغرس، فإن ذلك سيشل باقي ولايته.

في المقابل، يأمل العديد من الديموقراطيين في أن يقبل ناخبوهم بأعداد متزايدة على صناديق الاقتراع الثلاثاء مدفوعين بشعور العداء الذي يثيره رجل الأعمال الثري لديهم، في حين أن انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لا تشهد عادة نسبة مشاركة مرتفعة.

أعمال عنف
طبعت نهاية الحملة الانتخابية بأسوأ هجوم معاد للسامية في تاريخ الولايات المتحدة، مع مقتل 11 شخصا داخل كنيس في بيتسبرغ. وقبل ذلك ببضعة أيام، جرت حملة مطاردة بحثا عن شخص أرسل طرودا مفخخة إلى العديد من الشخصيات الديموقراطية الكبرى، بينهم الرئيس السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ورجل الأعمال الثري جورج سوروس.

موجة العنف هذه قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات أحيت الجدل حول نبرة خطاب الرئيس العدائية ومدى تأثيره في جمهوره في بلد يشهد انقساما شديدا.

وإن كان ترمب ندد بالاعتداء على الكنيس، إلا أن موقفه كان أكثر التباسا حيال الطرود المفخخة. وفي الحالتين، استأنف على الفور حملته الانتخابية موزعا الانتقادات اللاذعة على معارضيه.

النساء&
بعد صعود حركة "#مي تو# النسائية المنددة بالتعديات الجنسية، والتظاهرات النسائية الحاشدة ضد دونالد ترمب، فإن الناخبات والمرشحات في صلب أول انتخابات وطنية تجري منذ دخوله إلى البيت الأبيض.

تبدي الأميركيات حماسة كبيرة للتصويت هذه السنة، ويتركز الاهتمام على مجموعة محددة من الناخبات بإمكانهن ترجيح كفة المعارك الانتخابية الشديدة المنافسة لمصلحة الديموقراطيين، وهن نساء الأحياء الميسورة ذوات التحصيل الجامعي والأكثر اعتدالا عادة.

ولم يكن أمام هذه النساء مرة خيار بين مجموعة واسعة من المرشحات كما هي الحال هذه السنة، إذ يتقدم عدد قياسي من النساء للكونغرس (200 ديموقراطية و60 جمهورية)، في حين أن الحضور النسائي في صفوفه لا يتخطى حاليا 20% من المقاعد.

- الاقتصاد -

يقع الاقتصاد في صلب هذه الانتخابات، ما بين "الحرب التجارية" ومعاودة التفاوض في الاتفاقيات الدولية وتسجيل الاقتصاد الأميركي نموا قويا ومقاربته العمالة الكاملة.

وتحظى سياسة ترمب الحمائية بتأييد في المناطق المنجمية والصناعية، في حين أن المزارعين بدأوا سريعا يعانون من تبعات التدابير المضادة التي اتخذها شركاء الولايات المتحدة التجاريون. لكن رغم ذلك، ما زال البعض في هذه المناطق الريفية يؤيدون الرئيس لأنهم يصدقونه حين يقول إن الصعوبات عابرة، وسيليها ازدهار.

- الهجرة -

من الواضح أن دونالد ترمب والجمهوريين قرروا أن يجعلوا من الهجرة محور خطابهم في نهاية الحملة الانتخابية، بين إرسال قوات عسكرية إلى الحدود مع المكسيك للتصدي لـ"اجتياح" المهاجرين القادمين مشيا من أميركا الوسطى، الكلام عن إلغاء حق اكتساب الجنسية للمولودين على الأراضي الأميركية، وإطلاق تصريحات عن قتلة يقيمون في أوضاع غير قانونية في الولايات المتحدة.

هذا أمر منطقي، إذ يتصدر موضوع الهجرة اهتمامات الناخبين الجمهوريين. والتلويح به يهدف إلى حضهم على الإدلاء بأصواتهم لحسم نتائج انتخابات تبدو المشاركة فيها عاملا أساسيا.

- الصحة -
يشدد الديموقراطيون منذ أشهر على موضوع جوهري في حملتهم لتحفيز الناخبين، فيلوحون باحتمال فقدان المواطنين تغطيتهم الصحية في حال عزز الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس.

وهي رسالة قوية في بلد لا يعتمد نظام رعاية صحية معمما على الجميع. وأتاح إصلاح الضمان الصحي الذي قام به الرئيس السابق باراك أوباما وعرف باسمه "أوباماكير" لملايين الأميركيين الحصول على ضمان صحي. وبالرغم من وعودهم الانتخابية خلال حملة 2016، لم ينجح الجمهوريون وترمب حتى الآن في إلغائه، غير أنهم يعملون على تفكيكه تدريجا.

وإدراكا منهم بأن هذه المسالة من الموضوعات الاساسية بنظر الناخبين من الطرفين، تناولها الجمهوريون ولو بصورة متأخرة، فوعدوا المواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة بضمان حصولهم على تغطية صحية تأخذ بحالاتهم السابقة. لكن باراك أوباما أعلن الجمعة "إنها كذبة".
&