أفادت نتائج أولية نقلتها شبكات تلفزيونية لانتخابات التجديد النصفي أن السيطرة في الكونغرس الأميركي ستكون منقسمة في العام المقبل بين الديموقراطيين، الذين استعادوا الغالبية في مجلس النواب، والجمهوريين الذين احتفظوا بتفوقهم في مجلس الشيوخ.

إيلاف من واشنطن: سيتمكن الديموقراطيون من انتزاع المقاعد الـ23 المطلوبة للفوز بالغالبية، وفق قناتي "فوكس" و"إن بي سي"، بعدما تغلبوا على مرشحين جمهوريين في ولايات متأرجحة، مثل فرجينيا وفلوريدا وبنسلفانيا وكولوراد، في انتخابات وصفت بأنها استفتاء على أداء الرئيس دونالد ترمب.

لكنّ الجمهوريين ردوا الضربة في مجلس الشيوخ، المكون من 100 مقعد، حيث أطاحوا بعضوين ديموقراطيين على الأقل في إنديانا ونورث داكوتا، واحتفظوا بمقعدي تينيسي وتكساس.

حقق الديموقراطيون انتصارًا كبيرًا مساء الثلاثاء في الانتخابات التشريعية الأميركية في منتصف الولاية الرئاسية بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب، غير أن "الموجة الزرقاء" المرتقبة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم تحصل.

واحتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ، ما أتاح لترمب الإعلان عن "نجاح هائل" بدون أن يأتي على ذكر خسارة حزبه مجلس النواب. هذا الانتصار الديموقراطي سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021.

وتعهدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي "بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترمب"، واعدة في المقابل بأن "كونغرس ديموقراطيًا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعًا الانقسامات".

وبعد عامين على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة من دون أن تكون له أي خبرة سياسية أو دبلوماسية، تهاتف الأميركيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع.

استعاد الديموقراطيون مجلس النواب للمرة الأولى منذ العام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس النواب مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأميركية. وهذا ما سيضع الولايات المتحدة في يناير 2019 أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص ترمب.

غالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير مصلحة حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل انتكاسة شخصية لترمب، بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه.

راض على الاقتصاد
وكانت الخريطة الانتخابية القائمة خلال هذه السنة لمصلحة الجمهوريين، إذ إن ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المطروحة للتجديد تتعلق بولايات ذات غالبية محافظة.

لا يمكن الحصول على أرقام دقيقة لنسبة الإقبال لعدم وجود هيئة انتخابية موحدة تجمع المعطيات بصورة مركزية، لكن في ولايات تكساس ونيويورك وماريلاند، أبدى الناخبون والمراقبون الذين استجوبتهم وكالة فرانس برس دهشتهم لكثافة الإقبال على التصويت.

وقال جون سافاريز الطالب في علم النفس البالغ من العمر 26 عامًا ، والذي نشأ في مدينة فولرتون المحافظة، إنه صوّت للديموقراطيين. وأوضح لوكالة فرانس برس أن والديه جمهوريان متشددان، لكن خطيبته فتاة من أصل مكسيكي ولدت في الولايات المتحدة، مضيفا "حين أرى الصعوبات التي تعانيها عائلتها في الوقت الحاضر، لم يكن بإمكاني سوى أن أصوّت".

أما نيكي ديفيدسون (20 عامًا) الطالبة في علم الأحياء، فقالت إنها صوّتت للجمهوريين التزامًا بـ"معتقداتها المسيحية". وأوضحت أن دونالد ترمب "يقوم بالأمور بصورة مغايرة، وهذا ما نحتاجه". وصوّت جيمس غيرلوك (27 عاما) للجمهوريين في شيكاغو لأنه "راض للغاية على الاقتصاد".

لزم ترمب الثلاثاء البيت الابيض بدون أن ينشر أي تغريدة لأكثر من ثماني ساعات، ما يعتبر أمرا نادرا، بعدما استمر في عقد تجمعات انتخابية حتى اللحظة الأخيرة من الحملة تحت شعار "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".

وبعدما أطلق حملته الانتخابية قبل ست سنوات، ناعتًا المهاجرين المكسيكيين بـ"المغتصبين"، اختار من جديد في هذه السنة رسالة تقوم على التهويل التخويف من مخاطر الهجرة.

وردد منذ أسابيع "إنه اجتياح"، مهولا بشأن قوافل المهاجرين الذين يعبرون المكسيك هربًا من العنف والفقر في أميركا الوسطى، متوجهين إلى الحدود الأميركية.

أول مسلمتين في مجلس النواب
تضمنت هذه الانتخابات سوابق كثيرة. فأصبحت الديموقراطيتان إلهام عمر ورشيدة طليب أول مسلمتين تدخلان مجلس النواب عن مينيسوتا وميشيغان على التوالي.

وكتبت إلهام عمر التي دخلت الولايات المتحدة لاجئة من الصومال، في تغريدة "انتصرنا معا. شكرا!"، قبل أن توجه رسالة إلى رشيدة طليب المولودة في ديترويت في عائلة من المهاجرين الفلسطينيين "أهنئ شقيقتي رشيدة طليب على انتصارها! أتطلع إلى الجلوس معك في مجلس النواب إن شاء الله".

&كما فازت الديموقراطية من كنساس شاريس ديفيدز المحامية المولعة بالفنون القتالية لتصبح أول أميركية من السكان الأصليين تدخل الكونغرس بفوزها في منطقة محافظة.

في كولورادو (غرب)، أصبح جاريد بوليس أول حاكم ولاية يجاهر بمثليته. أما في تكساس، فلم يتمكن الديموقراطي بيتو أورورك من إحداث مفاجأة كان حزبه يأمل بها، وفاز السناتور المنتهية ولايته تيد كروز بعد سباق شهد منافسة محتدمة، وقد حصل على دعم من ترمب.
&

&