تشهد العاصمة الروسية موسكو زحمة زوار من قيادات لبنانية، ومنهم النائب سامي الجميّل والنائبان تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور، فما مدى أهمية تحصين العلاقات اللبنانية الروسية، ولأي أسباب يجب تحصينها؟.

إيلاف من بيروت: نشطت في الآونة الأخيرة من بيروت إلى موسكو حركة اللقاءات والاتصالات، حيث يشهد الخط السياسي الساخن "عجقة" زوار من قيادات لبنانيّة صديقة للروس وأخرى جديدة على هذا الخط.&

وإذا كانت زيارة رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" النائب سامي الجميّل، وهي الأولى لرئيس حزب مسيحي إلى العاصمة الروسيّة، شكّلت استثناء لكونه تخطى الحاجز التقليدي في العلاقة بين القيادات المارونية والقيادة الروسية، فإن "المختارة" سبقت "الصيفي" بأشواط لجهة كثافة اللقاءات بعدما وصل النائبان تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور إلى موسكو في زيارة هي الثانية لهما في غضون الأشهر القليلة الماضية.&

كسر الجليد
فالنائب تيمور جنبلاط كان دشّن ولايته النيابيّة في أغسطس الماضي بزيارة روسيا في إطار كسر الجليد الذي تراكم بين الزعامة الجنبلاطيّة بعد الأحداث السوريّة و"مجزرة السويداء"، حين قطع وليد جنبلاط الشعرة الأخيرة معها، ليعيد تيمور صيانة العلاقة الجنبلاطيّة الروسيّة في مرحلة العُقدة الدرزيّة الهادفة إلى محاصرة المختارة.

الزيارات الكثيفة للقيادات اللبنانية إلى موسكو يمكن ربطها بالدور الروسي الجديد، بعد تحوّل روسيا إلى شريك ولاعب أساسي ومقرّر نتيجة الحرب السوريّة، إذ يحتل لبنان مساحة في الأجندة الروسيّة بوجود أكثر من مليون نازح سوري على أرضه.&

النازحون
تتزامن هذه الزيارات مع انطلاق عمليّة إعادة النازحين إلى بلدهم والتعاون الروسي في هذا المجال لتسريع هذه الخطوة بطلب من قيادات لبنانيّة بهدف حصول التنسيق في هذا الملف مع روسيا بدلًا من النظام السوري.

حلول إقليمية
عن موقع روسيا كلاعب أساسي في الشرق الأوسط في القضايا اللبنانية عمومًا والسورية خصوصًا، يؤكد النائب السابق خالد زهرمان لـ"إيلاف" أنه في الموضوع السوري تبقى روسيا موجودة بقوة، وأصبحت قوة فاعلة ومؤثرة في هذا الملف، وتحاول أميركا التوصل إلى تسويات مع روسيا في الملف السوري، والملف اللبناني يتأثر بالأزمة السورية، من هذا المنطلق روسيا لديها دورها الفاعل في محاولة تحصين لبنان، والوصول إلى حلول في الملف اللبناني، ولديها حلفاء على مستوى سوريا. من هنا دورها فاعل من أجل التوصل إلى حلول في المنطقة.

العلاقات مع روسيا
وردًا على سؤال ما مدى أهمية تحسين العلاقات اللبنانية الروسية وكيف تدفع الزيارات اللبنانية إلى روسيا في هذا الإتجاه؟

يلفت زهرمان إلى أننا كبلد صغير نحتاج تحسين علاقاتنا مع الجميع، خاصة مع الدول التي تبدي استعدادها لمساعدة لبنان، من هذا المنطلق، المفروض أن تكون علاقاتنا جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية ومع روسيا، لأن هذه الأخيرة لديها دور فاعل في المجتمع الدولي، وفي الأوضاع التي نعيشها نحتاج مساعدة المجتمع الدولي لمعالجة الأزمات الكبيرة التي تشكل تهديدًا على مستوى الكيان اللبناني، خاصة موضوع النازحين السوريين في لبنان. من هنا يجب أن تكون علاقتنا جيدة جدًا مع روسيا كي تقف إلى جانبنا في هذا الملف.