إيلاف من لندن: بحث الرئيس العراقي مع العاهل الأردني في عمان اليوم تفعيل الشراكة الاستراتيجية الثلاثية العراقية الأردنية المصرية في مجال النقل والصناعة والتجارة وإعادة الأموال العراقية المجمّدة والمهربة وضرورة تزويد العراق بالمعلومات المتعلقة بالمهرّبين والمطلوبين للعدالة، كما ناقشا التنسيق والتعاون العسكري وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في البلدين.&

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى رفع مستوى التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين العراق والأردن ودول المنطقة للقضاء على آفة الإرهاب، معرباً عن أمله في أن يتمَّ تزويد العراق بالمعلومات المتعلقة بالمطلوبين للعدالة.

وأكد صالح خلال اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة عمان التي وصلها صباح اليوم&الخميس في إطار زيارة رسمية على "ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين من خلال فتح آفاق أكبر للتعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والتنسيق الأمني المشترك.. مثمّناً موقف الأردن تجاه العراق في حربه ضد الارهاب كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

وأشار إلى أهمية تعاون الدول العربية والإقليمية مع بعضها من أجل محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن في المنطقة، موضحاً أن انتصار العراق ودحر تنظيم داعش هو انتصار للمنطقة والعالم، مشدّداً على ضرورة المحافظة على هذا الانتصار من خلال الوقوف بوجه كل ما يزعزع السلم والاستقرار.

&

&الرئيس صالح والملك عبد الله الثاني خلال اجتماعهما في عمان اليوم

&

وحثَّ الرئيس صالح الشركات الأردنية على الاستثمار داخل العراق، منوّهاً في الوقت نفسه إلى أهمية تسهيل إجراءات منح التأشيرات للعراقيين.&من جانبه أكد العاهل الأردني حرص بلاده على أمن واستقرار العراق لافتا إلى أنّ زيارة الرئيس صالح إلى عمّان هي تأكيد لعمق العلاقات بين البلدين.

تفعيل الشراكة الاستراتيجية العراقية الأردنية المصرية

وناقش الرئيس صالح والملك عبد الله الثاني التطورات في المنطقة العربية وضرورة العمل على دعم وحدة الصف العربي وتقريب وجهات النظر في القضايا التي تخص أمن واستقرار المنطقة، مشيرين إلى أهمية التعاون في تفعيل الشراكة الاستراتيجية الثلاثية (العراق/ الأردن/ مصر) في مجال النقل والصناعة والتجارة.

كما بحث الرئيس &صالح مع الملك الأردني إعادة الأموال العراقية المجمّدة والمهربة، حيث أكد ضرورة تزويد العراق بالمعلومات المتعلقة بالمهرّبين والمطلوبين للعدالة في إشارة إلى معارضين مقيمين في الأردن على ما يبدو فضلاً عن مناقشة التنسيق والتعاون العسكري وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في البلدين.&

وفي الجانب الاقتصادي تم بحث إنشاء مدينة صناعية حرة عند المنفذ الحدودي في طريبيل، ومشروع الربط الكهربائي العراقي - الأردني عن طريق محافظة الأنبار.

وحضر اللقاء من الجانب العراقي كل من وزيري الخارجية محمـد الحكيم والصناعة صالح الجبوري &ومحافظ الأنبار علي فرحان وفلاح العامري ممثلاً عن وزارة النفط وخالد غازي عن وزارة الكهرباء &فضلا عن عدد من المستشارين والخبراء.

ووصل الرئيس صالح إلى العاصمة الأردنية في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية &تلبية لدعوة من الملك عبدالله الثاني &الذي كان على رأس مستقبليه حيث تم عزف النشيدين الوطنيين للعراق والأردن واستعراض لحرس الشرف الأردني.
&
علاقات تاريخية وثيقة

ويرتبط العراق والأردن بعلاقات وثيقة تاريخيا بين الشعبين&والبلدين وقد اصبح الأردن منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 قبلة العراقيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية وشكلت الجالية العراقية المقيمة في الأردن تجمعاً لمختلف القوى الحكومية والمعارضة. &

ويرتبط البلدان بلجنة عليا مشتركة عقدت اجتماعها الأول في نوفمبر عام 2004، حيث قام رئيسا الوزراء في كلا البلدين بالتوقيع على محضر اوضح الآلية التي تحكم عمل الإطار الهيكلي للتعاون بين البلدين.&

وتضمن المحضر اقامة المنطقة الحرة الكرامة لخدمة تجارة الترانزيت والمبادلات التجارية الدولية والصناعات التصديرية وتأسيس مكتب البعثة الموقتة للبنك الدولي في عمان، وذلك لإدارة عملياته في العراق نظراً للظروف الأمنيّة المضطربة فيه انذاك اضافة إلى تدريب الكوادر العراقية من خلال برنامج للتدريب تشرف عليه اليابان لتأهيل الكوادر العراقية بمختلف المجالات في الأردن.

وأهم السلع التي يستوردها الأردن من العراق هي سماد اليوريا والحديد ومشتقاته ومواد كيميائية والألمنيوم ومشتقاته والتبن والقش .. فيما تتمثل أهم الصادرات الأردنية إلى العراق في مواد الحليب &والخضار والفاكهة والسمن النباتي والمشروبات الغازية والاسمنت وأسلاك الكوابل ومستحضرات الغسيل وزيوت التشحيم والبلاستيك وسماد ثنائي فوسفات الأمونيا.&

واعفى العراق اواخر العام الماضي أكثر من 300 سلعة أردنية من الرسوم الجمركية بناء على طلب الأردن وذلك بموجب اتفاقية التجارة الحرة الثنائية الموقعة بين البلدين، &وهي الوحيدة بين العراق وبلد عربي.

وقد اعيد فتح معبر طريبيل الحدودي بين الأردن والعراق نهاية أغسطس&الماضي بعد إغلاقة كليا منذ عام 2014 بسبب تعرضه لهجمات تنظيم داعش وسيطرته على أجزاء واسعة غرب العراق قبل تحريرها مؤخراً.&

وبلغت الصادرات الأردنية إلى العراق العام الماضي حوالي 695 مليون دولار فيما كانت تبلغ قبل الحرب مع التنظيم حوالي ملياري دولار.
&&


&