الرباط: دعا محمد اليازغي، وزير الدولة المغربي السابق، والامين العام الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مجلس الأمن إلى التحلي بالشجاعة وإعلان موقف صريح من أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب هي الأرضية الوحيدة لإيجاد حل للنزاع حول الصحراء.
جاء ذلك في حفل توقيع كتاب "الصحراء هويتنا"، الذي نظمه النادي الدبلوماسي المغربي، مساء الخميس، بالمكتبة الوطنية في الرباط.
وقال اليازغي ، الذي جاء كتابه في صيغة حوار مطول أجراه معه الصحافي يوسف ججيلي، إن مجلس الأمن أمامه خيارين: "إما الإعلان عن الفشل وبالتالي لا مجال لانشغاله بهذه القضية، وإما أن يأخذ قرارا شجاعا بالتصويت على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الأرضية الوحيدة للحل".
وأكد اليازغي استحالة اتفاق الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على دعم المغرب في قضية الصحراء، بسبب تباين المصالح، حيث قال: "يستحيل أن نصل إلى هذا الموقف حتى بين الدول دائمة العضوية في المجلس، وإذا لم يستطع مجلس الأمن أن يصل إلى هذه الصيغة سيفشل".
وزاد موضحا أن فشل مجلس الأمن لا يعني فشل المغرب "لأننا نحن في أرضنا وفي ترابنا"، كما اعتبر السياسي المغربي أن استمرار قضية الصحراء تحت إشراف مجلس الأمن "لا يشكل أي ضرر على المغرب"، مجددا التأكيد على بلاده فوق ترابها وعلى أرضها.

وأشار اليازغي إلى أن الجانب السلبي في قضية الصحراء هو المغاربة المحتجزون ( اللاجئون )في مخيمات تندوف ولحمادةً، وقال: "هؤلاء مغاربة يعيشون في ظروف مأساوية لا يمكن للمغرب أن يقبل باستمرارها"، مشددا على أن هذه المسألة تجعل مصلحة المغرب في "التعجيل بحل سياسي عن طريق مجلس الأمن والوصول إلى اتفاق نهائي يؤكد شرعيتنا في الصحراء".
وحث اليازغي على ضرورة الحوار لإقناع الشباب الصحراويين والاهتمام بهم، وقال "نحن كمغاربة لا بد أن نحاور شباب الصحراء إذا كانوا انفصاليين، ونسعى وراء مزيد من الاهتمام بالشباب الصحراوي وأن يكون محل عناية خاصة حتى يصبح استرجاع الصحراء في قلوب الصحراويين"، حسب تعبيره.
كما انتقد اليازغي موقف حكومة الجزائر الرافض لإحصاء المغاربة الموجودين في المخيمات رغم القرارات الأممية الصادرة بشأنه، معتبرا أن الجزائر تعلم أهمية المركزية هذه المسألة في الملف، لافتا إلى أن تسجيل اللاجئين وإحصاءهم من طرف المنظمة الدولية هو "الضمانة الوحيدة للاجئين المغاربة حتى على حياتهم، وسيكون لهم الحق في مغادرة المكان الذي هم فيه إذا اعتبروا أن أمنهم في وطنهم مضمون، ويمكن أن يعودوا إلى وطنهم أو ينتقلوا إلى مكان آخر إذا لم يريدوا العودة أو ينتقلوا حتى داخل الجزائر أيا كانت الظروف".
وعرف الحفل حضور شخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية مهتمة بقضية الوحدة الترابية للمغرب، فضلا عن مجموعة من الدبلوماسيين السفراء.