بروكسل:&بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين زيارة دولة استثنائية تستمر يومين إلى بلجيكا، تهدف إلى تعميق العلاقات بين البلدين، في حين يشهد الاتحاد الأوروبي اضطرابات مرتبطة بصعود الشعبوية.&

وقبيل الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي، استقبل الملك فيليب والملكة ماتيلد ماكرون وزوجته بريجيت، أمام القصر الملكي في بروكسل عبر مراسم تكريم عسكرية، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

ومن المفترض أن يتناول الرئيس الفرنسي وزوجته الغداء في العاصمة البلجيكية مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال وزوجته.

وتأتي هذه الزيارة بعد جدل أثاره قرار بلجيكا الأخير شراء طائرات إف 35 الاميركيّة بدلاً من طائرات أوروبية، وهو قرار كان ماكرون أبدى أسفه حياله معتبرًا إيّاه مخالفًا "للمصالح الأوروبية".&

لكنّ باريس تريد طي هذه الصفحة، واعلن الإليزيه قبل الزيارة إنّ هذا الأمر يتعلّق "بخيار سيادي للحكومة البلجيكية". وقد تراجعت حدة الجدل إثر إعلان بروكسل شراء أكثر من 400 مدرّعة فرنسية تبلغ قيمتها 1,5 مليار يورو.

علاقات "ممتازة"

ويبدو هذا القرب بين البلدين واضحاً جداً كي يُحتفى به بصورة متكررة. وتجد باريس وبروكسل صعوبة في استعادة ذكرى زيارة دولة سابقة، وهي ألاعلى من حيث مستوى الزيارات.

بالنسبة للبلجيكيين، تعود آخر زيارة دولة الى العام 1971 عندما زار الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو بروكسل. لكن البروتوكول الفرنسي يصنّفها بين الزيارات الرسمية وليس بين زيارات الدولة.

وبالنسبة إلى ماكرون فإن هذه الزيارة جزء من جولته على كل بلدان الاتحاد الأوروبي. وهو زار حتى الآن 19 بلدا من دول الاتحاد الـ27، منذ وصوله إلى السلطة قبل عام ونصف عام.&

ويواجه الاتحاد الأوروبي عداء متزايداً للمشروع الأوروبي في حين يُفترض أن يصادق خلال قمة تُعقد الأحد المقبل على اتفاق خروج بريطانيا من التكتل.

وكتبت صحيفة "لا ليبر بلجيك" السبت أن هذه الزيارة "ستتيح لقادة البلدين التعبير بصوت عال وواضح عن تعلقهما بأوروبا".

ومارس ماكرون الأحد في برلين ضغوطاً على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مطالباً بإعادة تأسيس أوروبا لمواجهة خطر حدوث "فوضى عالميّة"، وذلك قبل ستّة أشهر من الانتخابات الأوروبية التي تشير استطلاعات إلى احتمال تحقيق التيّارات القومية اختراقاً فيها.

نقاش مع طلاب

وأثناء زيارته إلى بلجيكا التي تستضيف عاصمتها عددا من الهيئات الأوروبية، سيكون موضوع أوروبا في قلب النقاش الثلاثاء مع طلاب من جامعة "لوفان-لانوف" في والونيا، بحضور ماكرون ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال.

ويشير الرجلان البالغان 40 و42 عاماً بشكل متكرر إلى تفاهمهما الجيد أثناء المجالس الأوروبية.

وقبل مأدبة ملكية مساء، سيزور الثنائيان متحف الفنون الجميلة في غاند لمشاهدة تحفة "انيو ميستيك" الشهيرة عالميا للأخوين فان أيك من القرن الخامس عشر، وقد خضعت للترميم.

وسيتحدث ماكرون أثناء زيارته في ملفات الحدود والسياسة والاقتصاد مع ميشال وهو ليبرالي ناطق باللغة الفرنسية يترأس منذ 2014 حكومة ائتلافية من اليمين الوسطي.

وستكون هذه الزيارة مناسبة لإظهار الثلاثاء لماكرون وجه آخر لمولينبيك وهي منطقة في بروكسل أصبحت في نظر العالم معقل جهاديين بعد اعتداءات باريس في نوفمبر 2015 لأن عدداً من منفذي هذه الاعتداءات خرجوا منها.

وسيزور ماكرون والملك فيليب مركز "لا فالي" الذي يستضيف حوالي 150 فنان شاب ورواد الأعمال الثقافية. وسيختتم الرئيس الفرنسي زيارته بلقاء عدد من الـ250 ألف فرنسي المقيمين في الجانب الآخر من كييفران.