بعد عرضها في العديد من المدن المغربية، تقوم فرقة المشهد المسرحي بجولة فنية لمسرحية "الحكرة" أي (الإقصاء والتهميش)، تشمل كلًا من تونس ومصر والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، في إطار العروض المبرمجة من طرف الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة.

إيلاف من الرباط: تتناول المسرحية التي قامت بتأليفها الكاتبة والصحافية بديعة الراضي، وقامت بأدائها الممثلة ماجدة زبيطة ومن إخراج محمد الزيات، تتناول قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية في قالب يمزج بين الجانب الحقوقي والفني والفكري.

&الممثلة ماجدة زبيطة

يقول المخرج محمد الزيات لـ"إيلاف المغرب" إن المسرحية تأتي في إطار المسح المونودرامي الذي تعتمد فكرته على الممثل الواحد، وتعمل على خلق مقاربة بين الشعارات المرفوعة التي تنادي بأهمية حقوق الإنسان والكرامة والعدل واصطدامها بواقع مضاد، يشمل القهر والظلم وعدم شفافية الأمور، مما ينتج منه اختلاف واضح بين الجانب النظري وما يعيشه الواقع المغربي من تناقضات، تتجاوزه لتشمل واقعًا معاشًا في العالم العربي.

حول اختيار الممثلة ماجدة زبيطة لتجسيد الدور المحوري في"الحكرة"، يقول الزيات: "هي فنانة مقتدرة تشتغل بحرفية عالية في الأداء والتشخيص، فضلًا عن كونها عضوًا في فرقة المشهد المسرحي، دورها يتمحور حول اصطدام الخير والشر، من خلال امرأة تعاني من الظلم والتسلط الرجولي والاضطهاد والعنف ومشاكل اجتماعية، وهو ما يتضح جليًا من طريق التحوّل الحاصل في انتقالها من شخصية إلى أخرى، في قالب فني رفيع، يعتمد على الصورة والإضاءة والكلمات المغناة، بالاعتماد على الألحان الغيوانية (فرقة ناس الغيوان المغربية).

ملصق العرض المسرحي

وعن مدى الإقبال والتجاوب الذي لاقته المسرحية أثناء عرضها في تونس أخيرًا، أشار المخرج المغربي إلى تسجيل تجاوب كبير &وحضور ملفت من طرف الجالية المغربية المقيمة في تونس والجمهور التونسي، خاصة أنها اتسمت بتحررها من الطابع الكلاسيكي فوق خشبة المسرح، حيث جرى تقريبها إلى المتلقي من خلال عرضها في حي ومقهى شعبيين، وتكييف مجرياتها مع واقع المكان.
&