في المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعته بهيلاري كلينتون عام 2016، ربط المرشح الجمهوري، والرئيس الحالي، دونالد ترمب بين ملفه الضريبي ورسائل البريد الالكتروني التي تعود إلى منافسته.

إيلاف من نيويورك: يومها كان الأميركيون على موعد مع أول مرشح رئاسي يرفض الكشف عن ضرائبه، ووجد في استخدام هيلاري كلينتون لبريدها الالكتروني الخاص في فترة توليها وزارة الخارجية ومسحها العديد من المراسلات، فرصة لخلط الأوراق، فربط بين السماح بالإطلاع على ضرائبه بكشف كلينتون عن الرسائل الممسوحة.

وقبل أسبوعين من موعد الانتخابات تسببت مذكرة جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، الداعية إلى فتح التحقيق مجددًا في قضية بريد كلينتون بنكسة كبيرة، فتراجعت أرقامها بشكل رهيب لتنهزم في نهاية المطاف، وتحمل جزءًا كبيرًا من الإخفاق إلى كومي، الذي طرده ترمب من منصبه، بعد فترة قصيرة من تسلمه مهامه رسميًا.

كانت غائبة
اللافت أن جميع الأميركيين تناولوا قضية بريد هيلاري كلينتون، ولم يتبقَ أحد إلا وانتقد زوجة الرئيس. فالديمقراطيون اعتبروا أن استخدامها بريدًا خاصًا أدى إلى خسارتها، بينما تحدث الجمهوريون عن مخالفتها القوانين، وذهب عدد كبير منهم، وعلى رأسهم ترمب، بالمطالبة بمحاكمتها على وقع هتاف أنصاره الشهير: "إسجنها".&

وحدها إيفانكا ترمب جعلت الجميع يوم أمس يشعر وكأنها كانت غائبة عن أحداث عام 2015 و2016، ولم يكن لديها أدنى فكرة عمّا فعله والدها في الحملات الانتخابية، وكيفية استخدامه بريد كلينتون إلى أقصى حد لتهشيم صورتها وزعزعة ثقة الأميركيين بها.

الغشاشة إيفانكا
إيفانكا، ابنة الرئيس المدللة، ومستشارته الأقرب، سارت على خطى هيلاري، عبر استخدامها بريدها الخاص في مراسلات حكومية، فبعثت بمئات الرسائل إلى زملاء لها في البيت الأبيض.&

وقع الرئيس الأميركي في مأزق، ولم تنفِ تبريراته أقله حتى اللحظة أصوات صحافيين وكتّاب أميركيين ينعتون ابنته بـ"الغشاشة"، تمامًا كما سبق له أن وصف هيلاري.

تساؤلات ما بعد تصريح ترمب
ترمب الذي حاول الدفاع عن ابنته، مشيرًا إلى أنه لا مجال للمقارنة بين فعلتها وفعلة منافسته الديمقراطية، باعتبار أن الأخيرة مسحت الرسائل، فتح الباب أمام سؤال "هل جرم هيلاري يكمن في استخدام بريدها الخاص في المراسلات الحكومية أم في مسح الرسائل أم بالأمرين معًا".&

والجدير بالذكر أن استخدام حساب بريدي الكتروني خاص لإجراء مراسلات حكومية يعد مخالفة لقواعد السجلاّت الفدرالية.

تبريرات متشابهة
وبحسب "سي إن إن"، فإن التبريرات التي قدمها بيتر ميرجينيان الناطق باسم محامي ترمب، آبي لويل، لمقارنة حالة إيفانكا بهيلاري تتشابه في الواقع إلى حد بعيد مع تبريرات وزيرة الخارجية السابقة في شهر مارس من عام 2015.

فالسيدتان اتفقتا على عدم وجود معلومات مصنفة سرية في المراسلات، وأن الرسائل كانت موجّهة من بريد خاص إلى موظفي الحكومة، وأن البريد استخدم لأمور عائلية. فهيلاري ناقشت أمورًا تتعلق بزفاف ابنتها تشيلسي، وجنازة والدتها ورياضة اليوغا، والإجازات العائلية، وبرقيات التعزية، في المقابل استخدمت إيفانكا البريد لجدولة أمور تتعلق بالعائلة والعمال اللوجيستية.

الديمقراطيون يطالبون بالتحقيق
مفاعيل استخدام ابنة ترمب للبريد الخاص، يبدو أنها لن تنتهي مع تصريح والدها، فالديمقراطيون في مجلس النواب، خصوصًا المتواجدين&في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي، طالبوا بتحقيق شامل في استخدام إيفانكا بريدها الإلكتروني الشخصي.&

وقال العضو البارز في اللجنة، إيليا كامينغز، "إن اللجنة تخطط للتحقيق في ما إذا كان ترمب وأعضاء آخرون في إدارة ترمب يتبعون القوانين الفيدرالية. نحن بحاجة إلى تلك الوثائق لضمان أن إيفانكا ترمب، وجاريد كوشنر، ومسؤولين آخرين يمتثلون لقوانين السجلات الفيدرالية، وهناك سجل كامل لأنشطة هذه الإدارة".

... ورئيس لجنة الرقابة أيضًا
لاقى رئيس اللجنة، الجمهوري تري غودي، زملاءه الديمقراطيين، حيث بعث برسالة&إلى البيت الأبيض أمس الثلاثاء، يطلب فيها معلومات عن استخدام ترمب بريدها الإلكتروني الشخصي لمناقشة أعمال الحكومة، ووضع مهلة تنتهي يوم الخامس من ديسمبر المقبل، للرد على الاستفسار، وإطلاع اللجنة بشكل دائم على التحقيقات الداخلية للبيت الأبيض بشأن حفظ السجلات، بما في ذلك أي نتائج تتعلق باستخدام البريد الإلكتروني الخاص بكبيرة مستشاري البيت الأبيض.

خطوة غودي، لاقت اعتراضات من قبل أنصار ترمب في الوسط الإعلامي المحافظ، خصوصًا مارك ليفين، الذي هاجم تصرفات نائب ساوث كارولينا بشكل عنيف، مشككًا في انتمائه الجمهوري، وفي عمله السابق كمحقق فدرالي.

&