في فتوى جديدة ومثيرة، أجاز شيخ أزهري تزويج البنت وهي في بطن أمها، ما أثار ضده الكثير من الغضب في مصر، وتقدم محام ببلاغ إلى النائب العام ضد الشيخ الأزهري.

إيلاف من القاهرة: في استمرار لمسلسل الفتاوى الشاذة والمثيرة، أفتى عضو لجنة الفتوى في الأزهر سابقًا، الشيخ سعيد نعمان، أنه يجوز تزويج البنت وهي مازالت جنينًا في بطن أمها.

أضاف نعمان في فتواه الجديدة، إنه لا يوجد ما يمنع أن تتزوج الفتاة وهي في سن التاسعة، مشيرًا إلى أنه يجوز أن تتزوج أيضًا وهي "في بطن أمها".

ليس رأيًا شخصيًا
وأوضح: "إذا تبيّن من كشف السونار أنها أنثى، وهناك طفل آخر في بطن أمه ذكر، وعقد أولياؤهم العقد، يبقى العقد موقوف حتى يكبروا ويجيزوا ذلك".

أضاف في تصريحات تليفزيونية، أن هذا الاتجاه ليس تفسيره الشخصي، وتابع: "والله ما تفسيري، والمصحف أهو قدامنا، إنه إجماع العلماء".

وقال إن الآية القرآنية رقم 4 في سورة الطلاق، تبيّن أنواع العدد لدى المطلقات، والتي تقول: "واللائي يئسن من المحيض من نسائكم، إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن"، مفسرًا أن قوله "واللائي لم يحضن" يشير إلى الفتيات الصغيرات اللاتي لم يبلغن سن الحيض، وتزوجن ثم طلقن.

شذوذ غريب
ولفت إلى أن "هناك نوعًا من الزواج اسمه الزواج الموقوف، وهو عبارة عن زواج البنت في بطن أمهما، وهي جنين، بعقد قران موقوف، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الزواج جائز إذا ثبت طبيًا أنها بنت، وفي بطن زوجة أخرى ولد، وأرادت الأسرتان أن يكون بينهما صهرًا، فأعلنا زواج الولد والبنت، ويكون هذا هو عقد القران الموقوف.

أثارت الفتوى ردود فعل غاضبة في أوساط المصريين، وغالبية علماء الأزهر. وقالت عميد كلية الشريعة السابق، وعضو مجلس النواب، الدكتورة آمنة نصير، إن هذه الفتوى ليس لها محل من القرآن أو السنة، مشيرة إلى أنها فتوى شاذة وغريبة.

أضافت لـ"إيلاف" أن الزواج رباط مقدس في الإسلام، ولا يجوز العبث ب بهذه السذاجة، منوهة بأن المتعارف عليه أن الزواج يكون بعد بلوغ الفتاة، وليس قبل ذلك، وأن يكون لها حق الاختيار، وهذا هو الثابت في السنة المحمدية، وليس التزويج قبل الولادة وفي جنين في بطن أمها.

مسيئة إلى الإسلام
وطالب الأزهر والدولة بوقف ما وصفته بـ"العبث"، الذي يقوم به بعض الشيوخ المنسوبين إلى الأزهر، أو غيرهم من مشايخ السلفية.

وتقدم سمير صبري المحامي، ببلاغ إلى النائب العام ضد الشيخ سعيد نعمان، عضو لجنة الفتوى في الأزهر لإصداره فتوى بأنه يجوز زواج البنت ولو في بطن أمها.&

وقال المحمي: "وذلك في لقاء مليء بالحقارة والبذاءة والسخافة ظهر من يدّعي أنه شيخ وعضو في لجنة الفتوى في الأزهر سعيد نعمان في برنامج "كل يوم"، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي والإعلامية خلود زهران على شاشة ON E بفقرة عن زواج القاصرات" على حد قول البلاغ.

أضاف في البلاغ الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن نعمان جاء بفتوى أنه يجوز زواج البنات في أي سن، حتى إذا كانت جنينًا في بطن أمها، بزعم أنه إذا ثبت أن الجنين أنثى وزوّجها والدها برجل وهي لا تزال في بطن أمها، أصبحت زوجته، وله حق الدخول بها بعد كبرها، كما أفتى نعمان بأنه ليس من الضروري أن تحيض الفتاة حتى تتزوج، ومن الثابت أن هذه الفتوى أبعد ما يكون عن أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، بخلاف ما تشكله من واقعة نشر الفواحش في المجتمع، إضافة إلى ارتكاب نعمان جريمة ازدراء الدين الإسلامي، لأن هذه الفتوى التي "تقيأ بها" تسيئ إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين.

لوضع حد له
ولفت إلى أن هذه الفتوى تثير البلبلة في الشارع، وتؤدي إلى نشر الفكر الخاطئ عن الدين الإسلامي، لاسيما أن مصدرها هو عضو في لجنة الفتوى في الأزهر، كما إن هذه الفتوى تتنافى مع مبادئ الشريعة والإسلام، الذي أعز المرأة، ولم يجعلها سلعة تباع وتشترى، فهي تعد فتوى بشعة وشاذة تتنافى مع طبيعة الدين الإسلامي.

وأوضح أن الفتوى تدل على أن المبلّغ ضده ليس أزهريًا، ولا يعلم كل الأمور الدينية، لكونها فتوى تثير البلبلة بين أطياف الشعب المصري وتهدد السلم الاجتماعي. وأسف لكون سعيد نعمان يقوم ببث سمومه بين العديد من الناس فتتبعه أصحاب النفوس الضعيفة التي تأوي بهم أخيرًا إلى التطرف والإرهاب، والتي تسيء إلى الدين الإسلامي، مما يتوجب وقفه عن إصدار أي فتاوى بصفته عضوًا في لجنة الفتوى في الأزهر لكونه يسيء إلى قلعة الدين الإسلامي في مصر، وهي الأزهر الشريف.

رابط فيديو للفتوى

https://www.facebook.com/kollyomshow/videos/32226678503783