يكفي مستقبلاً مسح الساعد لدقيقة بالماسح الضوئي الجلدي للكشف عن مخاطر إصابة الشخص بالسكري أو أمراض القلب.

ايلاف من برلين: كتب الباحثون الهولنديون في مجلة"الطبيب الألماني" إنهم طوروا ماسحاً ضوئياً (سكانر) أثبت كفاءة في كشف العديد من الأمراض عن طريق المسح الضوئي للبشرة. ويأمل الباحثون من جامعة غروننغن في استخدام هذا الماسح الضوئي للكشف أيضاً عن صلاحية المواد الغذائية ومحتويات العلب...إلخ.

والمهم هو انهم جربوا الماسح الضوئي الجلدي في دراسة كبيرة وأثبت دقته في العمل والتشخيص. ويعتمد عمل السكانر الجلدي على الكشف عن"النواتج النهائية لعملية الغليكيشن المتقدمة" Advanced Glycation Endproducts (AGE). وهي مواد ناتجة عن تمثيل مادة الغلوكوز وتظهر بشكل طيف ضوئي عند تسليط أشعة الماسح الضوئي عليها. ولعلاقتها بالغلوكوز(السكر) فإنها تكشف عن مخاطر اصابة الأنسان مستقبلاً بالسكري-2 وأمراض القلب.

وجاء في التقرير أن (AGE) ترتبط كيمياوياً بتفاعل غير معكوس مع الكربوهيدرات وبعض البروتينات التي تتكون في مختلف الأنسجة الجسمية خلال حياة الإنسان. ويمكن الكشف عنها هناك، في الجلد مثلاً، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو استخدام حقنة أو ماشابه.

مادة تغير تألق الجلد الذاتي

أُنتج الجهاز بالتعاون مع شركة هولندية تتخصص بإنتاج المواد والأجهزة الطبية، ويعتمد على حقيقة أن AGE تغير التألق الذاتي للجلد(Autofloresence). ويرسل الجهاز أشعة تكشف عن هذه المادة وتقيس تركيزها من طيفها الضوئي.

وفضلاً عن الفوائد الأخرى، مثل التخلي عن الحقنة المؤلمة وفحص الدم، يجري كشف مخاطر الإصابة بالسكري-2 وأمراض القلب مستقبلاً بواسطة الماسح الضوئي خلال دقيقة، بحسب تقرير جامعة غروننغن.

استخدم العلماء الجهاز في دراسة كبيرة شملت 167 ألف هولندية وهولندي من شمال البلاد، هدفها الكشف عن أسباب نسب تفاوت عملية تقدم السن بين البشر. وتابع الباحثون حياة وأمراض المشمولين بالدراسة بين2007و2013 باستخدام الماسح الضوئي.

وذكر بروس فولفنبوتل، من جامعة غروننغن، أنه أجرى تقييماً لنتائج المسح في 72880 شخصاً لم يكونوا من المعانين وقت الدراسة من أمراض عملية الاستقلاب وأمراض القلب والدورة الدموية.

يكشف مخاطر الموت أيضًا

وبعد مراقبة وضع المرضى، المشمولين في الدراسة، طوال أربع سنوات أخرى، أصيب 1056 مشاركاً(1,4%) بالسكري-2، وأصيب 1258(1,7%) منهم بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية. ويضاف إليهم 928مشاركاً في الدراسة (1,3%) ماتوا خلال هذه الفترة لأسباب مختلفة.

وأثبت ماسح AGE الضوئي للجلد كفاءة عالية في تشخيص مخاطر الإصابة بهذه الأمراض والاصابات، بحسب الباحث فولفنبوتل. وكان ارتفاع AGE في الجلد بمقدار وحدة قياس واحد تعني تضاعف مخاطر الإصابة بالسكري 2,7 مرة.&

وكان ارتفاع نسبة AGE في الجلد بمقدار وحدة قياس واحدة يعني تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب3 مرات. بل ان ارتفاع نسبة المادة في الجلد بهذه الكمية الضئيلة كان كافياً للكشف عن تضاعف مخاطر الموت 5 مرات.

احتسب الباحثون في هذه النسب المخاطر المرضية الأخرى مثل ارتفاع سكري الدم والبدانة والعمر، لكن مخاطر الإصابة&بأمراض السكري والقلب والموت لم تنخفض كثيراً عند اغفال هذه العوامل. وهذه ميزة أخرى تحتسب لصالح ماسح الجلد الضوئي. وظهر أيضاً ان تراكم AGE في الجلد لا علاقة له بعوامل الخطورة الأخرى التي تسبب أمراض القلب والدورة الدموية.

استراتيجية وطنية ألمانية لمواجهة السكري

وكانت وزارة الصحة الألمانية أكدت في يوم السكري العالمي (14 نوفمبر) ان الحكومة الألمانية انتهت تقريباً من وضع استراتيجية وطنية ألمانية لمكافحة انتشار مرض السكري.

وقال متحدث باسم الوزارة لمجلة "الطبيب الألماني" أن الحكومة الألمانية تقتدي بمشروع مماثل أقرته الحكومة السويدية. وفضلاً عن البحث عن نظام علاجي موحد، وشمول أنظمة التغذية وقوانينها في ألمانيا، ستركز استراتيجية مكافحة السكري الوطنية الألمانية على سبل الوقاية من المرض.

ويأتي اهتمام حكومة برلين بقضية السكري بعد أن وجه الأطباء الألمان رسالة مفتوحة إلى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تحذر من عواقب توطن داء السكري في ألمانيا بمثابة وباء. وشارك آلاف الأطباء من نقابة أطباء الأمراض الداخلية ونقابة أطباء الاطفال وجمعية السكري الألمانية في الدعوة.

ودعت المذكرة المستشارة الألمانية إلى اطلاق حملة وطنية لمكافحة السكري والبدانة، والمضاعفات الناجمة عنهما، اسوة بالعديد من البلدان الأوربية. ومعروف أن 20 بلداً أوروبياً من بلدان الاتحاد الـ28 شرعت فعلاً في تنفيذ مثل هذه الحملات الوطنية، لكن ألمانيا مازالت تتلكأ في ذلك.