واشنطن: قدم البيت الابيض دعمه الكامل الثلاثاء للعملية الإسرائيلية الهادفة لتدمير أنفاق لحزب الله أقيمت تحت الحدود مع لبنان.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون "تدعم الولايات المتحدة بقوة جهود اسرائيل للدفاع عن سيادتها"، مضيفا "ندعو إيران وكلّ عملائها إلى وقف تعدياتهم واستفزازهم الإقليمي الذي يشكل تهديدا غير مقبول للأمن الإسرائيلي والإقليمي".

وجاء الإعلان المفاجىء بعد ساعات على لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في بروكسل بحثا خلاله المخاطر الاقليمية بعدما كانا حذرا تكرارًا من أنشطة إيران.

وقال نتانياهو إنه بحث العملية مع بومبيو ووصف الانفاق بانها تشكل انتهاكا لقرار الامم المتحدة الذي أوقف حرب العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وأضاف&بعد الاجتماع "أي أحد يتعرض لأمن إسرائيل سيدفع ثمناً غالياً".&

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه رصد أنفاقا لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى أراضي إسرائيل وباشر عملية لتدميرها على الحدود، في خطوة قد تؤدي الى توتر بين الطرفين.

وعزز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) دورياتهما على طول الحدود في الجانب اللبناني تفادياً لأي تصعيد.

وقدم البيت الابيض دعمه الكامل الثلاثاء للعملية الإسرائيلية. وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون إن "الولايات المتحدة تدعم بقوة جهود اسرائيل للدفاع عن سيادتها"، مضيفا "ندعو إيران وكل عملائها إلى وقف تعدياتهم واستفزازهم الإقليمي الذي يشكل تهديدا غير مقبول للأمن الإسرائيلي والإقليمي".

وكان نتانياهو أكد لبومبيو، وفق بيان صادر عن مكتبه، على ضرورة وقف "الأنشطة العدائية" التي تقوم بها إيران في لبنان، مشدداً على أن أنشطة حزب الله تُشكل "انتهاكاً صارخاً للسيادة الإسرائيلية وللقرار 1701" الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2006 والذي وضع حدا لحرب بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوماً.&

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لصحافيين الثلاثاء "بدأنا عملية +نورذرن شيلد+ (درع الشمال) لكشف وإحباط هجمات حدودية عبر أنفاق حفرتها منظمة حزب الله الإرهابية من لبنان إلى إسرائيل".

لم تبدأ العمل

وأوضح أن هذه الأنفاق لم تبدأ العمل بعد وقد رصدت على الجانب الاسرائيلي، من دون أن يحدد عددها أو الوسائل التي ستستخدم لتدميرها.

واستخدم الجيش الإسرائيلي في السابق وسائل مختلفة في عمليات هدم أو سد أنفاق في قطاع غزة. وأكد كونريكوس أن جميع العمليات ستجري على الأراضي الإسرائيلية.

وأعلنت إسرائيل المنطقة المحيطة ببلدة المطلة منطقة عسكرية مغلقة، ونشر الجيش صوراً تظهر آليات ثقيلة تقوم بحفر الأرض.

ومن الجهة المقابلة للحدود، شاهد مصور لفرانس برس قرب قرية كفركلا اللبنانية حركة آليات إسرائيلية. وقال إن جرافة على الأقل مع شاحنات توقفت قربها وعدداً من الجنود الإسرائيليين تواجدوا بمحاذاة الشريط الشائك من الجهة الإسرائيلية.

وبعد ساعات من الإعلان الإسرائيلي، أعلنت قوات اليونيفيل أن "جنود حفظ السلام (...) زادوا من دورياتهم على طول الخط الأزرق (الذي يقوم مقام الحدود مع إسرائيل)، إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الاستقرار العام وتجنب أي سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد".

وأكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته تقوم "بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب"، وأن الجيش "جاهز لأي طارىء".

وأشار الجيش واليونيفيل إلى أن الوضع لا يزال "هادئاً".

مخطط "لنقل المعركة"

ولم يُصدر حزب الله أي تعليق حتى الآن على الإعلان الإسرائيلي. والأنفاق، وفق كونريكوس، هي جزء من مخطط لحزب الله في 2012 "لنقل ساحة المعركة إلى إسرائيل" و"السيطرة على الجليل" في نزاع مستقبلي عبر التسلل الى اسرائيل.

وأوضح المتحدث أن الجيش تحرك في 2013 إثر معلومات بأن حزب الله يقوم بحفر أنفاق، لكنه لم يتمكن من رصد أي منها.

وفي أعقاب حرب إسرائيل على قطاع غزة في 2014 والتي استخدمت خلالها حماس أنفاقاً لشن هجمات في الدولة العبرية، قال الجيش إنه توصل إلى أن "حزب الله وحماس يتقاسمان معلومات" وكثف على الفور جهوده لمنع إقامة أنفاق من لبنان.

واستخدم الجيش الإسرائيلي وسائل مختلفة لتدمير أو سد أنفاق من قطاع غزة. وقال كونريكوس إن "ليس هناك تهديد مباشر على المواطنين الإسرائيليين" في المنطقة الحدودية مع لبنان.

وحمّل "الحكومة اللبنانية مسؤولية جميع النشاطات التي ترتكب في لبنان تجاه إسرائيل".

"وضع أمني حساس"

وكان نتانياهو تحدث في الأيام الماضية عن وضع أمني حساس، دون تقديم المزيد من التفاصيل وخصوصاً بعد استقالة وزير الدفاع في حكومته أفيغدور ليبرمان احتجاجاً على وقف لإطلاق النار في غزة الشهر الماضي.

وأثارت استقالة ليبرمان احتمال إجراء انتخابات مبكرة، لكن نتانياهو سعى لإنقاذ ائتلافه الحكومي وباتت غالبيته تقتصر على مقعد واحد في البرلمان.&وكان نتانياهو رفض الدعوات "غير المسؤولة" لإجراء انتخابات مبكرة بسبب ما وصفه بأنه وضع أمني صعب تواجهه إسرائيل.

واعتبر البعض تصريحاته آنذاك بأنها مسعى لإنقاذ حكومته في وقت تظهر استطلاعات الرأي استياء واسعاً لدى الإسرائيليين إزاء تعاطيه مع تصعيد جبهة غزة في نوفمبر.

وقال نتانياهو الشهر الماضي "في فترة تشهد حساسية أمنية كهذه، من غير المسؤول الإطاحة بالحكومة". وخلال السنوات الماضية، كانت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية تجري خصوصا على الأرض السورية.

فقد توّعد نتانياهو أكثر من مرة بمنع "تمركز إيران عسكرياً في سوريا" ومن نقل أسلحة متطورة إلى حليفها حزب الله في لبنان.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيين.&

وازداد التركيز في إسرائيل مؤخراً على قلق المسؤولين الإسرائيليين إزاء الأنشطة الإيرانية في لبنان.