أحمد قنديل من دبي: استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اليوم في قصر البحر بأبوظبي، روجر نوكود دانغ رئيس البرلمان الأفريقي.

وبحث ولي عهد أبوظبي ورئيس البرلمان الأفريقي سبل تعزيز علاقات التعاون والتنمية بين الإمارات والقارة السمراء خاصة في المجالات البرلمانية.

وتطرق الحديث حول دور البرلمانات في دعم القضايا التي تهم شعوبها وتطلعاتها إلى تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية والازدهار في مختلف المجالات. وتناول الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.

عضو مراقب

وتسعى الإمارات إلى الحصول على صفة عضو مراقب في البرلمان الإفريقي الذي يضم 55 دولة، حيث اكتسبت الإمارات نفوذا متزايدا في المنطقة الإفريقية في السنوات القليلة الماضية سياسيا واقتصاديا وتجاريا.

وقد برز ذلك جليا بعد نجاحها في إبرام اتفاق السلام التاريخي بين اثيوبيا واريتريا بعد قطيعة دامت نحو عشرين عاما بين البلدين الإفريقيين سيطرت عليها حروب مهلكة للبلدين.

ودخلت الإمارات القارة السمراء منذ أكثر من عشر سنوات مدفوعة من جهة برغبتها في أن تلعب دورا في الاقتصادات الناشئة بعدد من دول القارة والتي تحقق نموا، ومن جهة أخرى سعيها لتحجيم النفوذ الإيراني في القارة السمراء وخاصة في منطقة القرن الأفريقي.

تجارة غير نفطية ب 144 مليار درهم

وبلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وأفريقيا نحو 144.4 مليار درهم العام الماضي، بنمو 3% مقارنة مع 2016، بحسب وزارة الاقتصاد الإماراتية التي أضافت أن الإمارات تستحوذ على نحو 50% من التجارة الخليجية الأفريقية في مجال السلع الغذائية ومصنوعاتها.

وبلغ إجمالي ما استوردته دول مجلس التعاون الخليجي من أفريقيا ممثلاً بالسلع الغذائية ومصنوعاتها 2.8 مليار دولار، وفقا لتقديرات مركز التجارة الدولية. وحسب تقديرات المركز، فإن إجمالي قيمة صادرات دول الخليج من السلع والمنتجات الغذائية إلى دول القارة الأفريقية وصلت لنحو 1.5 مليار في 2017.

وتضم أبرز المقومات التي تدعم أنشطة الأعمال التجارية الزراعية بين الإمارات وأفريقيا عدد السكان المتزايد، وارتفاع معدلات الدخل، وارتباط الدولة النشط مع حركة الملاحة والطيران العالمية بفضل ما تملكه من موانئ ومطارات وقطاع نقل جوي وبحري رائد عالميا.

جنوب أفريقيا.. الشريك الأول

وتعد جنوب أفريقيا الشريك التجاري الأول للإمارات بين دول أفريقيا جنوب الصحراء خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2017، فيما شكلت الإمارات الوجهة الأولى للصادرات الجنوب أفريقية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة نفسها.

وارتفع حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين من نحو 2.6 مليار دولار في 2016 إلى نحو 3.2 مليارات دولار العام الماضي بنمو 23%، وبلغ إجمالي التجارة بين جنوب أفريقيا والسعودية في 2017 نحو 4.5 مليارات دولار.

وقالت جنوب أفريقيا في يوليو الماضي إن الإمارات والسعودية تعهدتا باستثمار 20 مليار دولار في اقتصاد البلاد بواقع 10 مليارات دولار لكل منهما، وخاصةً بقطاعات السياحة والتعدين والطاقة

10 مليار دولار

في يوليو الماضي استقبل الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وتم بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بمختلف المجالات، بما في ذلك التعاون في مجال التجارة والنقل، وتطوير البنية التحتية، والسياحة، والتعدين، والاستثمار، والتعاون الثقافي.

وفي إطار دعم هذه الجهود عُقد ملتقى الأعمال الإماراتي الجنوب الأفريقى، وخلال الملتقى أعلنت الإمارات خططا لاستثمار 10 مليارات دولار أمريكي في قطاعات رئيسية في اقتصاد جنوب أفريقيا مثل السياحة، والتعدين، وغيرها، وذللك لدعم التنمية المستدامة هناك.

ورحبت دولة الإمارات بالدور الإيجابي الذي تلعبه جنوب أفريقيا في إطار دعم السلام والاستقرار في القارة الأفريقية وتعهد الجانبان بالعمل سوياً، وبشكل وثيق على تعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتسامح في أفريقيا والشرق الأوسط.

القرن الإفريقي

وقد تنامي الدور الاقتصادي للإمارات خلال السنوات الماضية بشكل في منطقة أفريقيا، وخاصة الجزء الشرقي منها، واحتلت الإمارات صدارة قائمة فوربس للدول الخليجية الأكثر نشاطاً في منطقة شرق أفريقيا.

ويرجع النمو الكبير للاقتصاد الإماراتي إلى إمارة دبي التي قادت التفوق الإماراتي في أفريقيا باعتبارها المركز التجاري الرائد بالإمارات منذ عقود.
وأشارت فوربس إلى العديد من الاتفاقيات المميزة التي حققتها دبي خلال السنوات السابقة من بينها اتفاقيات موانئ دبي العالمية.

وتسعى الإمارات خلال العام المقبل 2019 إلى تركيز وتنمية استثماراتها في عدد من دول القارة الأفريقية ومن أبرزها في دول جنوب أفريقيا وأنجولا وإثيوبيا وإريتريا.