بروكسل: أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء عن قلقه حيال عدد الضحايا المرتفع في صفوف قوات الأمن الأفغانية، محذّراً من إمكانية أن تستخدم "المجموعات الإرهابية" هذا البلد قاعدة لها.

وقال ستولتنبرغ خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الـ29 في مقرّ المنظّمة في بروكسل "هناك خطر كبير بأن يعود طالبان (إلى السلطة) وأن يسمحوا للمجموعات الإرهابية بالتمركز" في هذا البلد.

وقال "علينا ضمان أمن مواطنينا بمنع أفغانستان من التحوّل إلى قاعدة للإرهابيين المهزومين في العراق وسوريا. من غير الوارد للخلافة التي خسرها داعش في العراق وسوريا، أن تقام مجدّداً في أفغانستان".

ودعا ستولتنبرغ إلى الحفاظ على وجود للحلف الأطلسي لكنّه لفت إلى أنّ "البقاء تترتّب عليه كلفة مالية وبشرية مرتفعة"، مبدياً أسفه للخسائر التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة.

ويبقي الحلف الأطلسي على 16910 عسكريين في أفغانستان في إطار مهمّة "الدعم الحازم" المكلّفة تقديم التدريب والمشورة والمساعدة للقوات المحلية الأفغانية.

وقتل ثلاثة جنود أميركيين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في انفجار قنبلة يدوية الصنع قرب مدينة غزنة بوسط أفغانستان.

وأبدى الرئيس الجديد للقيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" المشرفة على النشاطات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان، قلقه حيال عجز القوات الأفغانية عن التصدّي بشكل فعّال لحركة طالبان التي يقدّر عديدها بحوالى ستين ألف مقاتل في أفغانستان.

وحذّر الثلاثاء لدى مثوله أمام مجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن في جلسة تثبيته في منصبه، بأنّه في حال لم تتحسّن عمليات التجنيد والتدريب، فإنّ القوات المحلية لن تكون قادرة على مواجهة مستوى الخسائر الحالي المرتفع.

وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مقتل حوالى 30 ألف عنصر من القوات الأفغانية منذ أن تسلّمت مهام الأمن في البلاد في 2015.

كما يدفع المدنيون ثمناً باهظاً للنزاع، وقد أفاد تقرير لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان مؤخّراً عن مقتل 2798 مدنيا وإصابة 5252 آخرين بجروح بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر، وهو "مستوى مقلق" من الخسائر بحسب الأمم المتحدة.

- دعم مالي -

وقال سولتنبرغ بهذا الصدد "إنّني أشاطر المخاوف حيال عدد الضحايا المرتفع، لكنّ النتيجة لا تكون بالحدّ من وجودنا، بل بالسهر على أن نقدّم لهم دعمنا حتى نسمح لهم بزيادة قدراتهم وصمودهم".

وأكّد وزراء الخارجية على "التزامهم الثابت ضمان أمن أفغانستان واستقرارها على المدى البعيد"، وذلك في إعلان من 11 نقطة.

ووعدوا في الإعلان بتقديم "دعم مالي ولوجستي لمساندة القوات الأفغانية وتعزيز الوسائل التي في حوزتها للقضاء على خطر الإرهاب بكل أشكاله من أجل ضمان أمن المواطنين الأفغان والاستقرار في المنطقة".

وأكّد وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين ربّاني الذي دعي إلى اجتماع الحلف الأطلسي "أنّنا نخسر ضحايا، لكن ثقوا بأن قواتنا تبقى مصمّمة على تولّي الدفاع عن أراضينا وعن شعبنا بوجه الهجمات الإرهابية".

والنزاع في أفغانستان في طريق مسدود بعد 17 عاماً على غزو الولايات المتحدة لهذا البلد إثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 لاستئصال تنظيم القاعدة الذي كان يتّخذ بزعامة أسامة بن لادن مقرّاً أساسياً له في هذا البلد في ظلّ حكم حركة طالبان.