فيما خلا جدول أعمال جلسة البرلمان العراقي المقررة اليوم من الإشارة إلى تقديم عبد المهدي مرشحيه الثمانية لإكمال تشكيلة حكومته فقد حذره تحالف سياسي كبير من فرض مرشحيه للوزارات الشاغرة على القوى السياسية بشكل يبقي الأزمة الحكومية.&

إيلاف: فيما طالب الرؤساء الثلاثة الكتل بإنهاء اختناقاتها السياسية، في حين دعا الصدر العراقيين إلى الصلاة من أجل الإصلاح. &&

وخلال اجتماع للقوى المنضوية في تحالف الإصلاح والإعمار برئاسة عمّار الحكيم، أحد أكبر تحالفين فائزين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فقد أكد قادتها على ضرورةِ استكمالِ التشكيلة الحكومية وتقديمِ وزراء أكفاء، وبحثوا مستجدات الوضع السياسي وملف تشكيل الحكومة، كما ناقشوا النظام الداخلي للتحالف&وتشكيل اللجان والهيئات المتبقية لمأسسة عمله.

يضم التحالف قوى عدة، بينها النصر بزعامة حيدر العبادي وسائرون برئاسة مقتدى الصدر وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وائتلاف الوطنية برئاسة أياد علاوي وتحالف القرار برئاسة أسامة النجيفي وائتلاف بيادر الخير برئاسة خالد العبيدي، إضافة إلى الجبهة التركمانية برئاسة أرشد الصالحي وقوى أخرى.

وشدد القادة المجتمعون في بيان صحافي عقب انتهاء اجتماعهم في بغداد الليلة الماضية، وحصلت "إيلاف" على نصه، شددوا على ضرورةِ استكمالِ التشكيلة الحكومية وتقديمِ وزراء أكفاء والالتزام&بالسياقاتِ الدستورية والديمقراطية، مؤكدين على أهمية تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل للعاطلين.

أشار البيان إلى أن المجتمعين ناقشوا أهمية بلورة موقف موحد لتحالف الإصلاح والإعمار لحوارٍ وطني مع تحالفِ البناء بزعامة هادي العامري ونوري المالكي والكتل الكردستانية. كما تقرر منح الوقت المناسب لتقييم عمل الحكومة ومدى التزامها بالبرنامج الحكومي وتقديم الخدمات وتنفيذ البرامج التنموية المنتظرة.

الرؤساء العراقيون الثلاثة من اليمين محمد الحلبوسي للبرلمان، وبرهم صالح للجمهورية، وعادل عبد المهدي للحكومة

طالب الاجتماع بتمثيل المكوينن التركماني والأيزيدي وباقي المكونات العراقية تمثيلًا عادلًا في الحكومة، بما يتناسب مع مكانة هذه المكونات ودورها المجتمعي... ودعا الحكومة إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين في محافظة البصرة الجنوبية وإيلاء محافظة نينوى الشمالية رعاية خاصة، مع تنفيد القرارات الخاصة بهما، والقاضية بالعمل على حل المشاكل التي يعانيها مواطنوهما.

عقب الاجتماع قال القيادي في تحالف سائرون السكرتير العام للحزب الشيوعي النائب رائد فهمي إن تحالف الإصلاح والإعمار قد حذر خلال اجتماعه من تداعيات سياسية في فرض مرشحين للتشكيلة الوزارية.

وقال إنه "في حال أعاد رئيس الوزراء ترشيح بعض الأسماء من جديد، فإنه يريد أن يفرض رأي جهة سياسية على أخرى، وهو بهذا يحاول كسر الاصطفاف الذي جاء به إلى رئاسة الحكومة، ويأتي بوضع جديد له تداعيات". أضاف في تصريح صحافي نقلته وكالة "الفرات نيوز" العراقية أن "البلد يحتاج استقرارًا، وهناك تحديات كبيرة، وأن هذا الموقف يعني بقاء الأزمة. ومن المفروض إذا كان رئيس الوزراء حريصًا على التوافق والإصلاح، الذي جاء به وحقق الدعم له، من المفروض حث باقي الأطراف على التنازل عن استحقاقتها الحكومية".&

الرئاسات الثلاث بحثت الأزمة الحكومية
في الأطار نفسه، فقد دعا الرؤساء العراقيون الثلاثة للجمهورية والحكومة والبرلمان إلى تجاوز الاختناق السياسي بين الفرقاء السياسيين.

جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في قصر السلام الرئاسي في بغداد.

بحث الرؤساء الثلاثة "مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والتشريعية، وخاصة مسألة إكمال تشكيل الحكومة ضمن السياقات الدستورية والقانونية"، كما ذكر بيان رئاسي عقب الاجتماع الليلة الماضية، وتابعته "إيلاف".

فيديو اجتماع الرؤساء العراقيين الثلاثة:
&

وقد أكد الرئيس صالح على ضرورة تضافر الجهود وتعزيز العمل المشترك بين الجميع وتجاوز الاختناق السياسي والابتعاد عن التصعيد الإعلامي بين الفرقاء السياسيين، وحصره ضمن المؤسسات الدستورية، واعتماد الأطر والممارسات الديمقراطية حفاظًا على وحدة الصف الوطني والمكتسبات الديمقراطية خدمة للعراق.

وقد قاد عبد المهدي خلال الساعات الأخيرة حوارات مع الكتل السياسية من أجل حل خلافاتها حول عدد من المرشحين لوزارات حكومته الثماني الشاغرة، لكنه يبدو أنه لم ينجح في مساعيه، الأمر الذي يرحّل تقديم أسماء هؤلاء الوزراء إلى البرلمان للتصويت عليهم إلى الأسبوع المقبل، وهو ما أكده برنامج جلسة اليوم، الذي وزّعه مكتب إعلام مجلس النواب، وخلا من فقرة استكمال التشكيلة الحكومية.

الصدر يدعو العراقيين إلى الصلاة حتى انعقاد البرلمان
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العراقيين بمختلف طوائفهم إلى الدعاء والابتهال والصلاة من أجل الإصلاح اعتبارًا من فجر اليوم الخميس إلى حين انعقاد جلسة البرلمان المقبلة.

وأكد الصدر في تغريدة باسم مستعار - عادة ما ينشر أفكاره ومواقفه باسم "الحاج صالح محمد العراقي" - أكد أن العراق بحاجة إلى الإصلاح. أضاف الصدر في تغريدة نشرها الليلة الماضية، وتابعتها "إيلاف"، قائلًا: "من كان يؤمن بالوطن، فإن الوطن أمانة في عنقه.. ومن كان يؤمن بالإصلاح، فالإصلاح أمانة في عنقه.. ومن يؤمن بالله واليوم الآخر.. ابتهلوا من أجل الإصلاح.. إرفعوا أيديكم بالدعاء للإصلاح.. صلوا في المراقد من أجل الإصلاح.. صلوا في المساجد من أجل الإصلاح.. صلوا في الكنائس من أجل الإصلاح.. صلوا في الأديرة ودور العبادة من أجل الإصلاح".

أضاف قائلًا في الختام: "اذكروا الإصلاح، ولو بكلمة.. أذكروا الإصلاح، ولو في قلوبكم، فعراقكم بحاجة إلى الإصلاح، فلا تقصروا معه.. من فجركم هذا حتى انعقاد الجلسة".

وكان الصدر قد حذر الثلاثاء الماضي عبد المهدي في رسالة مفتوحة مما قال إنها صفقات لفاسدين تجري في الكواليس يحاولون تعميق دولتهم وتجذير فسادهم وإعاقة الإصلاحات من خلال تحالف شيعي سني بعيد عن طموحات العراقيين.&

يشار إلى أن البرلمان العراقي قد فشل الثلاثاء الماضي في إكمال التشكيلة الحكومية بسبب الخلافات حول وزارات الداخلية والدفاع والعدل، حيث كان من المفترض أن يقدم عبدالمهدي 8 مرشحين للتصويت عليهم في البرلمان، وهم: فالح الفياض لوزارة الداخلية وفيصل الجربا لوزارة الدفاع ونوري الدليمي لوزارة التخطيط وقصي السهيلل لوزارة التعليم العالي وصبا الطائي لوزارة التربية ودارا نور الدين لوزارة العدل وهالة كوركيس لوزارة الهجرة وعبدالأمير الحمداني لوزارة الثقافة.&

وصوّت البرلمان العراقي في 25 من أكتوبر الماضي على منح الثقة إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي و14 وزيرًا من تشكيلته الوزارية، التي تضم 22 وزيرًا، فيما تم تأجيل اختيار ثمانية وزراء آخرين، بسبب اعتراضات على ترشيحهم، وهم وزراء الداخلية والدفاع والعدل والتخطيط والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى التربية والهجرة والمهجرين والثقافة.
&

&
&