أحمد العياد من الرياض وأحمد سيد من جدة: تنعقد الأحد، القمة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة الرياض، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيكون أمير الكويت والعاهل البحريني، ونائب رئيس الوزراء العماني الممثلين لبلادهم في القمة الخليجية غداً، وفق ما اعلنت وكالات الانباء الكويتية والبحرينية والعمانية، أما من سيمثل قطر في القمة فهو وزير الدولة القطري لشؤون الخارجية سلطان المريخي.

ويعد الملف الإيراني، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي، والتكامل الدفاعي، ومشروع السكك الحديدية بين دول المجلس، ومشروع العملة الموحدة، أبرز الملفات النوعية المشتركة، التي من المقرر أن تطرح على طاولة قادة دول الخليج في قمة الرياض.

يذكر أن هذه القمة الثانية التي تعقد من بعد المقاطعة الخليجية من الدول الثلاث&السعودية الإمارات البحرين لدول قطر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية.

وكانت قطر أعلنت الاثنين بشكل أنها ستنسحب من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد 57 عاما للتركيز على إنتاج الغاز.

وأشارت الدوحة في تفسير انسحابها إلى أن&تأثيرها على قرارات الإنتاج النفطي في المنظمة محدود ، يذكر أن السعودية أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك.

وعزز القرار شعور دبلوماسيين ومحللين بأن أي احتمال لحل قريب للأزمة الخليجية غير مرجح خلال قمة الرياض، وقد يؤدي استمرار الأزمة إلى وضع نهاية لمجلس التعاون الخليجي.

وكانت تقارير صدرت عن وكالة بلومبيرغ تتحدث حول احتمالية خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي خاصة بعد خروجها من أوبك.&

الشعب القطري هو الخاسر الأكبر

إيلاف التقت عددا من الكتاب والصحافيين للحديث حول هذا الموضوع بدءًا من الكاتب والمحلل السياسي محمد الرميحي، والذي قال: أعتقد بأن المنطقة كلها على كف عفريت من سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى ليبيا إلى إيران، وبالتالي دول الخليج مهددة من الخارج لكن المستجد الآن أن الألم أصبح من داخل الخليج، وبرأيي أن الوصول إلى حلول وتوافق ينجينا من مطبات كبيرة، وإذا استمر الأمر في خروج القطريين من المجلس الخليجي فهي لاشك خسار كبيرة وأولى هذه الخسائر في الجانب الاجتماعي، فالأسر القطرية جزء لا يتجزأ من أهالي الخليج. وخروج قطر من المجلس الخليجي حسب تقارير بلومبيرغ يفتح باب التدخل الخارجي سواء لإيران أو تركيا والتي قطعًا ستدخل، لكن ليس من أجل عيون القطريين، فلكل دولة مطامعها الخاصة".

استقرار الخليج.. استقرار للمنطقة العربية&

واضاف الرميحي: "ولو نظرنا للوضع الخليجي من ناحية اقتصادية هو معلوم أن 55 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للعرب مصدره الخليج العربي أي أن استقرار هذا الإقليم هو حجر زاوية لإستقرار المنطقة بأكملها، وأي اضطراب فيه هو مؤثر لا محالة في أمن المنطقة".
&
وتابع: "مشكلة قطر الأساسية هي ليست لا قناة الجزيرة ولا غيرها مشكلتها الكبرى في علاقتها مع جماعة وتنظيم الإخوان المسلمين والتي لاشك أنها مهددة لإستقرار دول الخليج ، وبالمناسبة الكويت من أكثر من تضرر من قناة الجزيرة، وكنا عندما نتحدث مع الشيخ حمد بن جاسم حول قناة الجزيرة كان يجيب لا نستطيع عمل شيء لها فهي صحافة حرة!".

انسحات التحالف من اليمن لا يعني انتهاء الحرب اليمنية&

وتابع: "اليوم تهديدات الأمن الخليجي أكبر مما كانت عام 1981. هي تهديدات حقيقية، على رأسها الحرب في جنوب الجزيرة (اليمن)، هي في الحقيقة حرب وجود لا حدود. بالأمس نقلت طائرة مؤجرة من الأمم المتحدة عدداً من جرحى الحوثي إلى مسقط للعلاج، ومن بينهم 4 لبنانيين من «حزب الله» المؤتمِر بأوامر طهران، واثنان من الحرس الثوري الإيراني. إنه دليل ما بعده دليل على تدخل إيران العلني والظاهر، كما المعروف من حقائق حول تدريبه وتمويله ومده بالسلاح، ما يدل على حجم التدخل الإيراني، الذي أصبح معروفاً وموثقاً دولياً في جنوب جزيرة العرب، لاستخدامه خنجر خاصرة لإشاعة الاضطراب في المنطقة ككل".

وأضاف: "برأيي وتقديري أن السعودية هي عمود الخيمة وكلامي عقلاني وليس للإستهلاك العاطفي، والضغوط الإيرانية كبيرة وبقاء السعودية في اليمن ضروري لأن الحرب لن تنتهي بمجرد خروج دول التحالف فالمد الإيراني يريد مكة والمدينة ولن يهدأ حتى يصل منطقة الصفاة في الكويت".&
&
قطر تتعامل مع دول الخليج بأسلوبين متناقضين

فيما ذكر الصحافي السعودي، عبد الله آل هيضه، عن احتمالية مشاركة قطر للقمة الخليجية المرتقبة في الرياض أن قطر- بعيدا عن الاعتقاد- منذ أكثر من عشرين عاما، تثبت أنها البلد الوحيد في منظومة مجلس التعاون التي تتعامل فيه بأسلوبين متناقضين، يد أمام الرأي العام يشعرهم أنهم مع المنظومة، ويد بطرق عدة يضعها الكبار على طاولة المجلس يعرفون مساعيها التي تحاول كسر الطوق الخليجي، لكن الواقعية التي يتعامل فيها أهل الخليج تحتم عليهم الحفاظ على مكتسبات هذا الكيان الذي برأيي أنه أكثر أهمية من جامعة الدول العربية".

مضيفاً لذلك إن شاركت قطر التي أخذت الاحتماء بأجندات خارجية، وحريصة على تفكيك المجلس، فهو ليس إلا تسجيل حضور وإن كان التوقع أن يكون تمثيلها يعكس حجم عزلتها اليوم، لأن الدوحة تعي أن أهمية المجلس لها أكبر بكثير من تقلبات سوق السياسة مع حلفائها من محيطها الشرقي ، وهذا طبعاً إن فهمنا أن لدى ساستها وعياً بالمستقبل.

عناد قطر يوسع الفجوات&

وعند سؤاله هل هناك مخاوف من انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي أجاب قائلاً: "أعتقد أن حجم السؤال كبير، لكن إجابته حتماً ستكون بلاءات جمّة، ليس هناك تخوف أبداً، ذلك سيؤثر على الشعب القطري لا أكثر، العبارة التي ستكون صحيحة أن هناك تخوفا على قطر من إعلان الانسحاب من المجلس، لأن قطر ليست بالواعية أنها بعنادها توسع الفجوات وسيجعل ذلك في القادم من الأيام مسألة الأمن الاستراتيجي أحد بنود إصلاح المجلس، لنفث ربما من لا يرغب أو يخرج عن سياق العمل المشترك".

مضيفاً: "إن التزمت قطر بمحاولة القفز على المشاكل الأساسية بالتملص من كل منظومة عاشت فيها.. هذا دلالة على ارتباك في مواقفها ، أنا أجزم أن المتابع منذ أكثر من سنة ونصف للأسلوب القطري منذ إعلان المقاطعة، يعي أن قطر تحاول التلويح بضعف وعدم أهمية مجلس التعاون، لكن الحقيقة أن ذلك لا يخدم سوى إيران وأيضاً المشروع التركي السياسي، والأخيران هما من أكثر المناهضين للمظلة العربية الجامعة التي تجمع أهل الخليج".

‏مؤكداً على أن ما يجمع دول الخليج ببعضها أكثر مما يدعوها للتفرق، وما طالبت به الدول المقاطعة لقطر لم يكن سوى وقف دعم الإرهاب وتهديد استقرار الدول، وهذا هو المطلوب؛ وللعلم صيغة المجلس ستستمر لأن مكتسبات مؤسساته حققت شيئا لدى أهل الخبرة في منطقة الاشتعال هذه.

السياسة القطرية تتعمد التلاعب&

وعلق كاتب الرأي السعودي بسام فتيني على حضور الوفد القطري للقمة الخليجية في الرياض من عدمه قائلاً: "أنه منذ نشوء الأزمة مع الجانب القطري ودول البيان المشترك (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، عمدت السياسة القطرية للتلاعب والهروب من صلب المشكلة الرئيسية التي أدت الى تفاقم الأزمة واتجهت نحو التصعيد تارة والإصرار والمكابرة على أخطاء ارتكبتها تارة أخرى.

واضاف: "وما فتئت تنشر الأخبار الكاذبة والتلفيقات الصحفية حتى وصل بها الحال للإساءة المباشرة عبر أذرعها الإعلامية في الداخل والخارج وعبر أصوات يتم شحنها بالعُملة لتكون أصوات موجهة ضد المملكة وحلفائها ، لذلك فالموقف القطري اتخذ جانب الضد وأمعن في المكابرة حتى في أحلك الظروف".

واختتم حديثه قائلاً: "إن انسحاب قطر من عدمه أصبح مجرد إجراء شكلي، فالحقيقة أن قطر تغرد خارج السرب وممارساتها السياسية ومواقفها جعلتها تشذّ عن الحراك والقلب العربي الخليجي الواضح".