نصر المجالي: أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أنها ستقاتل بشراسة في معركة سحب الثقة المقررة مساء الأربعاء من جانب أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الحاكم البالغ عدده 318، وقال مكتبها إنها ألغت اجتماعا وزاريا كان مقررا في وقت لاحق يوم الأربعاء.

و&تعهدت ماي&في كلمة قصيرة أمام مقر 10 داونينغ ستريت، أنها ستتصدى "بكل ما أوتيت من قوة" لاقتراع على سحب الثقة من زعامتها لحزب المحافظين، مضيفة أن التصويت سيجعل مستقبل بريطانيا في خطر وسيجازف بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأشارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الى أن أي زعيم جديد سيضطر لتمديد موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لما بعد 29 مارس 2019. وفي كلمتها أوجزت تاريخها الذي امتد لـ40 عامًا في حزب المحافظين كنائبة ومستشارة ووزيرة ظل ووزيرة للداخلية ثم رئيسة للوزراء.

لجنة 1922

يذكر أن غراهام برادي رئيس "لجنة 1922" المنوط بها اتخاذ القرارات المصيرية في حزب المحافظين، أعلن &تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع وهو 48 عضوا.

وأضاف أن اقتراعا سيجرى بين الساعة السادسة والثامنة يوم الأربعاء في مجلس العموم وستعلن النتائج&مساء.

وتأتي عملية الاقتراع على سحب الثقة في الوقت الذي قالت فيه رئيسة الوزراء البريطانية إنها بدأت لتوها محادثات مع الزعماء الأوروبيين مع سعيها للحصول على تطمينات بأن الوضع الخاص للحدود الإيرلندية ضمن اتفاق خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي أمر موقت، وذلك في محاولة منها لإقناع أعضاء البرلمان البريطاني بدعم الاتفاق.

وكانت ماي، التي تولت رئاسة الوزراء بعد فترة وجيزة من التصويت على استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، للانتقاد من أعضاء في حزبها بسبب خطة الخروج التي تفاوضت بشأنها مع دول الاتحاد.

وأضافت ماي في الكلمة التي بثت على كل شاشات التلفزة البريطانية مباشرة، "لن يكون هناك زعيم جديد قبل الموعد القانوني في 21 يناير، لذا فأي انتخابات على الزعامة تجازف بتسليم مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى أيدي نواب المعارضة في البرلمان".

المادة 50

وتابعت: "لن يكون أمام أي زعيم جديد الوقت لإعادة التفاوض بشأن اتفاق الانسحاب وإقرار التشريع في البرلمان بحلول 29 مارس، لذا فأحد&أول&الإجراءات التي سيتخذها سيكون&تمديد أو إلغاء المادة 50 أي تأجيل أو حتى وقف الخروج من الاتحاد بينما يطالبنا الناس بالمضي قدما فيه".

لا يعرف حتى الآن متى ستعلن نتيجة التصويت السري، ولكن ماي ستحتاج إلى الحصول على الأغلبية للفوز في التصويت.

وإذا فازت ماي في تصويت الأربعاء، فلن يستطيع أحد تحديها على منصبها قبل أقل من عام. وإن لم تفز في التصويت فستكون هناك منافسة على قيادة حزب المحافظين، لا تستطيع رئيسة الوزراء المشاركة فيها.

خيار آخر

ويقول تقرير لـ(بي بي سي) إن هناك خيارا آخر، وهو إذا فازت ماي بعدد قليل من الأصوات، فإنها قد تقرر التنحي عن قيادة الحزب. ونظرا لأن حزب المحافظين هو أكبر حزب في البرلمان، فإن من يتولى قيادته يتوقع أن يكون رئيسا للوزراء.

وإذا أطيح بتيريزا ماي من قيادة الحزب، فإنه يتوقع بقاؤها في منصبها رئيسة للوزراء حتى ينتخب زعيم جديد للحزب، خلال عملية يمكن أن تستغرق ستة أسابيع.

وإذا ترشح أكثر من مرشح لقيادة الحزب، فسيعقد الحزب سلسلة من عمليات التصويت لاختيار اثنين ليصوت عليهما أعضاء الحزب.

ولا يتوقع اختيار زعيم جديد للحزب قبل يناير أو فبراير 2019، وهذا يعني طلب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المزيد من الوقت للتفاوض على الخروج.
&