ريمبو: قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن محادثاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ساعدت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة التي يقع فيها&الميناء الرئيسي للبلاد، الذي تصل من خلاله الواردات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها.

وقال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، لصحافيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الخميس، إن غوتيريش يشعر أن إسهام ولي العهد "كان مهماً للغاية لنتيجة المشاورات"، وإن هادي "لعب دوراً إيجابياً".

وتوصّلت الحكومة اليمنية والحوثيون في السويد الخميس إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف اطلاق النار في المحافظة، في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل للنزاع؟

وقال غوتيريش في ختام محادثات في بلدة ريمبو السويدية استمرت لاسبوع، "لقد توصلتم إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة، ووقفا لاطلاق النار على مستوى المحافظة".

وأكّد غوتيريش أن الامم المتحدة "ستلعب دورا رئيسيا في الميناء" الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الانسانية والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير.

وقال إن جولة ثانية من المحادثات حول اليمن ستعقد في نهاية يناير المقبل، من دون أن يحدّد مكانها. وأوضح غوتيريش أن اتفاق الحديدة ينصّ على انسحاب كافة الأطراف المتنازعة من المدينة ومينائها، وأنّ الانسحاب سيتم "في غضون أيام".

وأوضح مصدر في الأمم المتحدة أن 30 مراقباً تابعين للامم المتحدة&سينتشرون في المدينة.

مجلس الأمن يلتئم الجمعة

ومساء الخميس، أعلنت الأمم المتحدة أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح الجمعة اجتماعاً حول اليمن للاستماع إلى إحاطة حول المفاوضات التي جرت في السويد وما أفضت إليه.

وبحسب دبلوماسيين، فإنّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوتوك سيبلغان مجلس الأمن بنتيجة المحادثات التي جرت في ريمبو قرب ستوكهولم.

وتوقّعت مصادر دبلوماسية أن يصدر مجلس الأمن الأسبوع المقبل قراراً يكرّس اتفاقات ريمبو ويأذن بنشر مراقبين للأمم المتحدة في الحديدة.

وقال غوتيريش "آمل أن يصدر قرار قوي عن مجلس الامن بشأن الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه بما يسمح أن تكون هناك آلية فعّالة جداً لمراقبة (تنفيذه)".

كما أعلن الامين العام عن التوصل إلى "تفاهم مشترك" بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ويحاصرها المتمردون.

وصافح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد حكومته في حادثات السلام في السويد، رئيس وفد الحوثيين محمد عبد السلام وسط تصفيق حاد.

وكتب اليماني على تويتر "هذا ما قلته للسيد الأمين العام للأمم المتحدة عندما حاول تقريبي ومحمد عبدالسلام للمصافحة: لا داعي للتقريب في ما بيننا فهذا أخي، رغم انقلابه على الدولة وتدميره للوطن وتسبّبه بهذه المأساة الإنسانية، إلاّ أنّه يظل أخي!".

تبادل أسرى

وخلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي، وهي الاولى منذ مشاورات الكويت في 2016، توصّل طرفا النزاع أيضا إلى اتفاق لتبادل الاسرى يشمل سعوديين، كما تبادلا أسماء نحو 15 ألف أسير، على أن يبدأ التنفيذ خلال أيام.

ورأى اليماني في مؤتمر صحافي في ريمبو عقب اختتام المشاورات أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الأهم منذ بداية الحرب، لكنّه أكّد أن الاتفاق يبقى "افتراضيا" حتى تطبيقه.

من جانبه، صرح محمد عبد السلام "نحن محكومون بالاتفاق. لا تفسيرات لطرف على طرف. هناك اتفاق على مرحلتين. المرحلة الاولى وقف العمليات العسكرية وفتح ممرات انسانية لطريق صنعاء وطريق تعز وطريق حجة وطريق صعدة".

وأضاف "يجب أن نفرق بين المسألتين. القوات العسكرية الموجودة يجب أن تنتهي من الطرفين. وبين سلطة محلية يجب أن تقام بعملها الإداري وهي الموجودة حالياً بالمدينة".&

وناقش الطرفان أيضاً وضع مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، لكنّهما لم يتوصّلا إلى اتّفاق. وكانت الحكومة عرضت إعادة الحركة للمطار الذي يتحكّم التحالف بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط.