تعتبر البرازيل حتى اليوم من البلدان التي لم تكتشف بشكل جيد من قبل الزائرين، إذ إن نسبة السياح الذين يقصدونها قليلة مقارنة ببلاد الجوار والعالم، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها غلاء التذاكر إليها وانتشار الجريمة وغياب الدعاية السياحية.

إيلاف: البرازيل بلد يزهو بمعالم سياحية رائعة، فهناك غابات الأمازون التي تزيد مساحتها مرتين تقريبًا على مساحة الهند، وتضم 40 ألف نوع من النباتات، و1300 نوع من الطيور &، ويخترقها أطول نهر في العالم.. وهناك ريو دي جانيرو بكرنفالها الشهير وطبيعتها الخلابة، وقلة من الشلالات تضاهي جمال الشلالات الموجودة في منطقة أغواتشو. &

غم ذلك لا يزور هذه الأماكن الرائعة إلا عدد قليل من السيّاح الأجانب. وبحسب تقرير جديد للمجلس العالمي للسفر والسياحة فإن السياح الأجانب لا يسهمون إلا بنسبة 5.7 في المئة من عائدات البرازيل من السياحة. وليست هناك وجهة مهمة أكثر اعتمادًا على الزوار المحليين من البرازيل.

بلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا البرازيل في العام الماضي 6.6 ملايين&سائح، وهو أقل من عدد الذين زاروا برج إيفل في باريس، وأقل من عدد السياح الذين زاروا بلغاريا. &

ثم هناك مساحة البرازيل التي تأتي بالمركز الخامس بين بلدان العالم، وتشكل 6 في المئة من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية. مع ذلك لا تشكل الرحلات إلى البرازيل إلا 0.5 في المئة من إجمالي الرحلات إلى بلدان أخرى. كما إن عدد زوار البرازيل لم يسجل إلا زيادة طفيفة خلال السنوات الماضية بالمقارنة مع بلدان أخرى في أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين وتشيلي وبيرو وكولومبيا. &

الجريمة والتأشيرة والأسعار
أحد الأسباب وراء تواضع أرقام السياح الذين يزورون البرازيل هو الجريمة. لكن الجريمة متفشية في المكسيك أيضًا، التي استقبلت العام الماضي 39.3 مليون زائر أجنبي. &

السبب الآخر هو قضية التأشيرة. إذ يتعيّن على السياح الأميركيين والكنديين والأستراليين واليابانيين، من بين جنسيات أخرى، التقدم شخصيًا على طلب تأشيرة سياحية. من العوامل السلبية الأخرى صعوبة العثور على رحلات جوية رخيصة إلى البرازيل.

غياب الترويج
لاحظ المحرر كريس موس، المتخصص في السياحة في أميركا اللاتينية في صحيفة "دايلي تلغراف"، أن من العوامل الأخرى غياب الدعاية البرازيلية لسياحتها، قائلًا إن البرازيل عمومًا لا تهتم بالأخبار غير البرازيلية والثقافات الأخرى، وإنها بلد بحجم قارة، لكنه منكفئ على نفسه، ومعروف بعدم الاستثمار في ترويج السياحة فيه.
&
من البلدان الأخرى التي تعتمد على السياحة الداخلية، ولا تهتم بترويج معالمها السياحية لاستدراج الزوار الأجانب، بنغلاديش وبابوا غينيا الجديدة وليبيا والجزائر، على النقيض من بلدان تستثمر في الدعاية لسياحتها، مثل الإمارات وتايلاند وسنغافورة وجمايكا. &&

ويرى خبراء أنه من الضروري إيجاد توازن بين السياح المحليين والسياح الأجانب. وأفضل مثال على ذلك هولندا التي تحقق 51 في المئة من إيرادات السياحة من الزوار المحليين ، و49 في من الأجانب.&


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.telegraph.co.uk/travel/destinations/south-america/brazil/articles/why-brazil-get-so-few-tourists/
& &&


&