على غفلة من مستشار الأمن القومي جون بولتون، إتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرارًا غير متوقع، ينص على سحب كامل القوات الأميركية المتواجدة حاليًا في سوريا.

إيلاف من نيويورك: تؤكد المعلومات التي حصلت عليها "إيلاف" من واشنطن، أن جون بولتون ممتعض من سحب بلاده قواتها المتواجدة في الشمال الشرقي من سوريا، ولم يكن وزير الخارجية الحالي، ومدير الاستخبارات السابق، مايك بومبيو مسرورًا هو الآخر من قرار ترمب.

العرس في سوريا والطبل في ألبانيا
ورغم أن الأنظار اتجهت إلى سوريا، اختار بولتون التغريد عن ألبانيا، مشيدًا بقيام رئيس الوزراء إيدي راما بطرد السفير الإيراني من بلاده، وإعلانه "عدم التسامح مع دعم قادة إيران للإرهاب".&

وأكد مستشار الأمن القومي "وقوف واشنطن مع رئيس الوزراء راما والشعب الألباني في وجه السلوك الإيراني المتهور في أوروبا وعبر العالم".

الرابحون من قرار ترمب
لطالما تمسك الرجلان – بومبيو وبولتون - بضرورة حفاظ الولايات المتحدة الأميركية على تواجدها العسكري في سوريا، وربط موضوع انسحابها بانسحاب الجماعات المسلحة المحسوبة على طهران.&

وسبق للعديد من الخبراء تفسير هذه النظرية بالقول: "إن أي انسحاب أحادي من شأنه كسر شوكة حلفاء واشنطن على الأرض، كالأكراد والعرب المتحالفين معهم، وإعطاء الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وروسيا انتصارًا مجانيًا، وحتى إفساح المجال أمام تنظيم داعش لمحاولة العودة إلى الإمساك بزمام الأمور، والأهم تقديم هدية ثمينة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليصفّي حساباته مع الأكراد المنتشرين على طول مناطق حدودية شاسعة بين دمشق وأنقرة.

الأكراد يتحملون المسؤولية
امتعاض المتشائمين في واشنطن من خطوة الانسحاب لا يقف عند حدود قرار ترمب وحده، فالقيادة الكردية وفق مطلعين أُصيبت بمرض الوهم، وظنت لوهلة أن حظوتها في العاصمة الأميركية باتت تساوي حظوة المسؤولين الإسرائيليين، فتجاهلت النصائح بعدم الاعتماد فقط على البنتاغون، والشعور بالطمأنينة، بمجرد الحصول على أسلحة وذخائر ولوازم لوجيستية من وزارة الدفاع، وإنما التوجه نحو الكونغرس وتعميق العلاقات مع مسؤولي واشنطن.

تزايد نفوذ البنتاغون
لكن في مقابل خيبة أمل بولتون ومن يشاركه وجهات نظره في واشنطن، ومعهم الأكراد في سوريا، تحدثت مجلة "فورين بوليسي" عن تزايد نفوذ محور وزير الدفاع جيمس ماتيس داخل إدارة دونالد ترمب، فالجنرال السابق تحدث مرارًا عن أن الولايات المتحدة تتواجد في سوريا لغرض واحد، وهو هزيمة تنظيم داعش.&

وكانت "إيلاف" قد نشرت في الثاني عشر من شهر سبتمبر 2017، تقريرًا (https://elaph.com/Web/News/2017/9/1167014.html) في ذروة تمدد الأكراد في العراق وسوريا، أشارت خلاله "إلى أن القرار الأميركي الحالي في سوريا هو بيد البنتاغون، وفي ظل وجود قوات عسكرية أميركية في سوريا، فإن الحماية للقوات الكردية ستكون متوافرة، ولكن في حال قررت الإدارة في واشنطن سحب الجنود الأميركيين من القواعد العسكرية الموجودة، فإن مظلة الحماية لن تكون موجودة ساعتها".

الحذر&من سياسة أميركا المستقبلية
من جهته، يبدو أن الرئيس الأميركي الرازح تحت ضغط التحقيق الروسي الهائل في الوقت الحالي، أراد من خلال قراره وبشكل رئيس مخاطبة قاعدته الشعبية، ودغدغة مشاعرها، تحسبًا للأسوأ، عبر القول إنه "وعد خلال حملته بإعادة الجنود الأميركيين إلى بلادهم، وهو يفي الآن بوعده".&

لكن هذه الخطوة فتحت بابًا واسعًا من التساؤلات عن سياسة أميركا في منطقة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة، فالحذر يقرع أبواب الجميع.