باريس: حذرت مسؤولة كردية الجمعة في باريس من أن تحالف قوات سوريا الديموقراطية، وهو&تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد يضطر للتوقف عن قتال "الجهاديين" في المنطقة اذا اضطر لاعادة نشر قواته لمواجهة هجوم تركي في حال حصوله.

كما حذرت الهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديموقراطية، والتي حضرت الى باريس لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الاميركي سحب قواته من سوريا، من "خروج الوضع عن السيطرة" بالنسبة للجهاديين المسجونين لدى الاكراد.

وقالت للصحافيين "عندما لم يكن الاميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الارهاب، سنستمر في مهمتنا هذه لكن بمواجهة الارهاب هذا سيكون أمرا صعباً لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا".

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية معارك عنيفة منذ سبتمبر ضد آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.&

وطردت قوات سوريا الديموقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.

وأضافت المسؤولة الكردية "تحت تهديدات الدولة التركية وامكانية انعاش داعش مرة أخرى، نخاف بأن يخرج الوضع عن السيطرة وألا يعد بامكاننا حظرهم في المنطقة التي يتواجدون فيها" مشيرة الى ان "هذا سيفتح المجال امام انتشارهم".

ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم "الجهادي".

وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها "جهاديو" التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها.

من جانب آخر، دعت الهام أحمد الحكومة الفرنسية الى تقديم دعم للاكراد.

وقالت "الحكومة الفرنسية كانت لها مواقف واضحة في الاسبق لكنها لم تستطع ان تغير كثيرا من القرار التركي، نأمل منها أن تلعب دورها بشكل اقوى في هذه المرحلة".

وأضافت "لها القدرة أن تلعب دورها ضمن الاتحاد الاوروبي وأن يتم فرض حظر جوي على هذه المناطق على الأقل كي لا تتم&اعادة انتاج داعش مرة أخرى وهو لسلامة الامن الدولي".

الإنسحاب الأميركي

إلى ذلك، اتخّذ دونالد ترمب قرار سحب القوات الأميركية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان بعد أن تعهّد الأخير بالاستمرار في مكافحة "الجهاديين"، وفق ما أفادت صحيفة تركية الجمعة.

وجرت هذه المكالمة الهاتفية في الرابع عشر من ديسمبر. وقالت وقتها مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيسين اتفقا على التعاون "تعاونا أكثر فعالية" في سوريا.

ودارت هذه المناقشات إثر تهديد تركيا أكثر من مرّة بشنّ هجوم جديد في المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنّفها أنقرة في عداد المجموعات "الإرهابية"، في حين تعدّها واشنطن حليفا لها في حربها ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد اتّخذ ترمب خلال هذه المكالمة الهاتفية قرار سحب الجنود الأميركيين من سوريا، بحسب ما كشفت صحيفة "حرييت" الجمعة.

وأفادت الصحيفة نقلا عن محضر المكالمة بأن ترمب سأل نظيره التركي "هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سوريا؟".

فردّ عليه إردوغان بالقول "سنتولّى الأمر"، مذكّرا نظيره الأميركي بأنه سبق لتركيا أن "قضت على 4 آلاف عنصر" من تنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية درع الفرات التي شنتها في 2016.

وبعد هذه المكالمة، طلب ترمب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان أيضا على الخطّ خلال الاتصال "البدء بالعمل" على الانسحاب، وفق ما جاء في صحيفة "حرييت".

وبعد ثلاثة أيام من المكالمة، اتصل بولتون في السابع عشر من ديسمبر بالمستشار الرئيسي لإردوغان ابراهيم كالين لإعلامه بأن "التحضيرات جارية لسحب" القوات الأميركية، بحسب المصدر عينه. وأعلن ترمب عن هذا القرار رسميا في التاسع عشر من الشهر.

ينتشر راهنا نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا، أغلبيتهم من القوات الخاصة المكلّفة باستهداف تنظيم الدولة الإسلامية وتدريب القوات المحلية في المناطق المستعادة من "الجهاديين".

ويبدو أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا التي تأزّمت خصوصا بسبب الدعم الأميركي لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا، هي في طور الحلحلة.