نصر المجالي: سخر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مما يبثه "جماعة الاشاعات" عن أنه "زهقان"، مؤكدا حماسه منقطع النظير للأردن، وقال "اذا انا زهقان فمن الناس اللي بتقلل من شأن الأردن وما عندهم الطموح الكافي، وزهقان من الناس اللي بستغلوا الشعب وبعملوا حالهم خايفين على الشعب وهم بدهم الظهور على حساب الوطن".

وخلال لقائه عدداً من الكتاب الصحافيين في قصر الحسينية الأحد، استغرب العاهل الأردني من البعض الذين يقللون من شأن إمكانيات الأردن، وممن لا يملكون الطموح الكافي، بل ويستغلون الوضع الصعب عند بعض الناس ليكسبوا شعبية لأنفسهم، "يتظاهرون أنهم من الشعب وخائفون على مصلحته.. وكل ما يريدونه هو الظهور والشهرة على حساب الوطن".

عمل جاد

واشار الملك عبدلله الثاني الى ان "البلد يريد اليوم من يشمر عن ذراعه ويعمل بجد وصدق ليس من يجلسون خلف مكاتبهم"، وقال "شهدت تشويشا في الفترة الاخيرة ولذلك افكر بتعيين ناطق او مستشار اعلامي باسم الديوان ليخفف من هذا الجنون الذي نشاهده باستمرار".

وأكد أنه متحمس لمستقبل الأردن الذي يمتلك فرصا كبيرة، والكرة الآن في ملعب الحكومة والقوى السياسية والمجتمع للاستفادة منها.

وقال العاهل الأردني: "مر الأردن بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، وأنا مدرك تماما لما يحدث في بلدي وفي الإقليم وكذلك ما يجري في عالمنا"، مضيفا جلالته أن الأمور بدأت بالتحسن، "فدول الخليج وقفوا إلى جانبنا مشكورين ولم يقصروا وكذلك العالم وقف معنا من أوروبا واليابان وأميركا".

وأضاف: "الحمد لله علاقاتنا الدولية عمرها ما كانت أحسن من اليوم، لدرجة أن الولايات المتحدة زادت المساعدات لنا ونحن شاكرون لهم".

سوريا والعراق

وأوضح أن الأمور في سوريا تتحسن "ونتمنى لسوريا كل الخير"، وقال "إن شاء الله الشغل سيرجع كما كان من قبل، وكذلك الأوضاع تتحسن في العراق بشكل ملحوظ، ونحن دائما على تواصل معهم من أجل فتح الأسواق لمنتجاتنا، وإن شاء الله رئيس الوزراء سيزور بغداد قبل نهاية السنة".

وقال إن انقطاع الغاز المصري شكل مشكلة كبيرة للأردن والآن بدأ العمل لاستئناف تزويد المملكة به. كما أشار إلى أنه يتابع التحسن الذي يشهده قطاع السياحة.

النمو الاقتصادي

وقال الملك عبدالله الثاني إن رسالتي لرئيس الوزراء والمسؤولين والنواب والأعيان والقوى السياسية كلها، هو أن الحل يكمن في النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، "ونصيحتي للمسؤولين أن لا يترددوا فنحن تجاوزنا القرارات الصعبة والآن يجب أن نركز على النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار وتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل للشباب".

وتابع: "البعض يتحدث عن أنه يتم التركيز على الإصلاح الاقتصادي على حساب الإصلاح السياسي، متناسين أنه مر علينا مرحلة طويلة عملنا فيها إصلاحات سياسية عميقة، وخرجنا بقانون انتخاب توافقي عام 2016 والكل اتفق على أنه قانون انتخاب عصري، وكما أرادوا تم إلغاء قانون الصوت الواحد وتبني القوائم النسبية التي كانت مطلبا للناس".

ونوه العاهل الأردني الى انه "في وقتها حتى (الإخوان المسلمين) الذين كانوا معارضين للقانون الذي قبله، أيدوا القانون الجديد"، مضيفا أن "القانون الحالي قد يكون بحاجة لتعديلات بسيطة هنا وهناك وأنا أدعم ذلك، لكن جوهر القانون قوي".

القوى السياسية

وأضاف: "الكل يريد قانونا توافقيا، رغم أننا اتفقنا عليه، فاليوم الكرة في ملعب القوى السياسية أن تؤسس أحزابا وتقنع الناس أن ينتخبوهم، لكن أنا لن أمسك بيد الناس وأؤسس لهم الأحزاب".

واستطرد قائلا "وضعنا البنية التحتية للديمقراطية والباقي عليهم، ومن البداية مع الأوراق النقاشية كنت أدعم الحديث بهذا الاتجاه، وأنا على تواصل مع عدد من الكتل والمسؤولين والنواب والأعيان والأحزاب والقوى السياسية، ومع بداية العام الجديد سأكثف التواصل معهم، ويجب أن نركز أيضا على دور الشباب، وهذا مهم جدا".

وقال العاهل الهاشمي: "الحمد لله آخر انتخابات كانت شفافة ومفتوحة للمؤسسات الدولية الذين أشادوا بنزاهتها"، مؤكدا أن الشعب جاهز للديمقراطية ولكن على القوى السياسية أن تنظم نفسها. وتابع "البلد بحاجة اليوم لمن يشمر ويشتغل بشجاعة وصدق، ليس من يختبئ خلف المكاتب".

الشائعات

وقال "أتمنى الابتعاد عن الإشاعات"، لافتا جلالته بهذا الصدد إلى أنه يفكر بتعيين ناطق رسمي أو مستشار إعلامي في الديوان الملكي الهاشمي، "للتعامل مع التشويش الذي أسمعه باستمرار".

وفي الوقت الذي أشار فيه الملك إلى مؤتمر لندن الذي سيعقد مطلع العام القادم لدعم الاقتصاد الأردني والاستثمار فيه، لفت إلى أنه سيتم كذلك عقد مؤتمر في منطقة البحر الميت بمشاركة الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب والقطاع الخاص والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والإعلام، لتحديد الأولويات والقطاعات الاقتصادية التي يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة.

أولويات

وقال العاهل الأردني إنه يجب توضيح هذه الأولويات للمجتمع الأردني، من أجل تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، مؤكدا &أهمية العمل على تنمية المحافظات وتوفير فرص العمل لشبابنا.

وأشار إلى أهمية الإصلاح الإداري وضرورة الإسراع في إنجاز برنامج الحكومة الإلكترونية للتسهيل على المواطنين والمستثمرين.

كما أكد من ناحية أخرى أهمية دور الإعلام في إبداء الآراء والاقتراحات حول تحديد الأولويات والفرص الاقتصادية.

كما شدد على أن الأردن وبهمة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية قادر على حماية حدوده وصون منجزاته، وقال: "لا خوف على أمن حدودنا".