مراكش: في سابقة من نوعها، ومع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية أعلنت بعض المخابز في جهة اغادير امتناعها، من خلال إعلانات نشرتها على واجهة مداخلها، عن صنع كعك وحلويات احتفالات رأس السنة، مما أثار غضبا في أوساط نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي.

واعتبر الغاضبون في تدوينات نشروها على صفحاتهم على فايسبوك، أن هذه الإعلانات تؤكد انتشار ثقافة التطرف والكراهية في صفوف بعض المغاربة، فيما تساءل آخرون عن الهدف من رفض صنع حلويات احتفالات رأس السنة، خاصة وأن بعض الدول الأوروبية توفر للمسلمين المقيمين على أراضيها ظروف وأجواء الإحتفالات الخاصة بهم، كعيد الأضحى مثلا، حيث تشتغل المجازر لتعد أضاحي العيد.

وعلق العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي وهم يتقاسمون بعضا من تلك الإعلانات بسخرية على الداعين لمقاطعة احتفالات رأس السنة، واصفين هذه المظاهر بكونها تنم عن جهل كبير بالدين الإسلامي، كما تبادلوا عبارات التهنئة بحلول السنة الميلادية الجديدة، فيما هنأ بعضهم المسيحيين في كل أنحاء العالم بحلول «الكريسماس»، في إشارة صريحة للتسامح والإعتراف بالآخر.&

من جهته، حذر سعيد لكحل، الكاتب والباحث المغربي المتخصص في الحركات الإسلامية، في تدوينة نشرها على صفحته على فايسبوك، من انتشار مظاهر التطرف في المجتمع المغربي، محملا الدولة مسؤولية ما يقع، خاصة مع الأحداث الأليمة التي شهدتها اخيرا منطقة إمليل عقب مقتل السائحتين الإسكندنافيتين على يد متشددين.

بدورها، استغربت الشاعرة المغربية أمينة الصيباري من مقاطعة بعض المخابز لصنع كعك احتفالات رأس السنة، على صفحتها، حيث أشارت بشكل ساخر إلى أن تلك الهلاليات (عجائن على شكل هلال) التي تصنعها المخبزات بكميات وافرة، صباحاً و مساء، نظرا لوفرة الطلب عليها من قبل المستهلكين، صنعها المسيحيون بداية في الحروب الصليبية لاستفزاز المسلمين.

ودعت الشاعرة إلى اقتسام مظاهر الفرح والإحتفال والمحبة كيف ما كان منبعها، بدل اقتسام الكراهية والإقصاء، مؤكدة أن المغرب كان ولا يزال مكانا للتعايش والسلام بين جميع الأديان والثقافات.&

وحذر نشطاء من تنامي ثقافة الإقصاء ونبذ الإختلاف، واصفين هذه المظاهر وغيرها بأنها «دعوش » (نسبة الى تنظيم داعش)، كما دعوا إلى احترام جميع الثقافات والأديان، باعتبار أن المغاربة اعتادوا الإحتفال برأس السنة الميلادية والهجرية، كما أنهم متعطشين للفرح كيفما كان مصدره.