كشفت ملفات سرية في الأرشيف الوطني البريطاني رُفع الحظر عنها حديثًا أن رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر استهانت بالزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا بوصفه "صاحب عقل مغلق"، وأبدت خيبة أملها بعد المكالمة الهاتفية الأولى بينهما. &

إيلاف من لندن: تسجل الملفات الرسمية لمكتب رئيسة الوزراء مراحل التمهيد الطويلة للقاء الزعيمين الذي تكلل بالنجاح عندما جرى في يوليو 1990 بعد خمسة أشهر على الإفراج عن مانديلا من السجن، حيث قضى 27 عامًا وراء القضبان. &

كرم مخطئ
وقالت صحيفة الغارديان في تقرير عن الوثائق الأرشيفية السرية إن مانديلا، الذي كان عمره وقتذاك 71 عامًا، كان يتطلع إلى إجراء محادثات وجهًا لوجه مع رئيسة الوزراء، حتى إنه اتصل بمسؤولين قريبين منها في ساعة متأخرة من الليل، طالبًا مقابلتها في الصباح.

يتبدى الفارق في توقعات الاثنين من البرقيات والمذكرات الدبلوماسية المتبادلة. تسجل المذكرة الأولى في الملف السري الموسوم "زيارة نلسون مانديلا إلى المملكة المتحدة" قرار ثاتشر "أن تخطئ&من باب الكرم... وتدعوه إلى إجراء محادثات وإلى غداء عمل في 4 يوليو" 1990.
& &&
لكن في ليلة 16 يونيو فوجئ مستشار ثاتشر للشؤون الخارجية تشارلس باول، باتصال في الساعة 11:45 ليلًا من مانديلا، الذي قرر المبيت في لندن، للاستراحة، قبل استئناف رحلته إلى كندا.&

طي الكتمان
كان مانديلا "متلهفًا جدًَا" للقاء ثاتشر بشأن تخفيف العقوبات قبل أن يغادر إلى المطار. وسأل إن كان لديها وقت لمقابلته في الساعة الثامنة صباحًا. فأجابه باول أن ذلك متعذر، واقترح أن يتوجه هو للقائه أو يرتب إجراء مكالمة هاتفية مع ثاتشر. وأبلغ باول رئيسة الوزراء أن مانديلا "كان ملحاً&في إصراره على الحديث معكِ مباشرة". &

فعلًا تحدث مانديلا وثاتشر هاتفيًا في الساعة 7:30 صباحًا، وحذرها من أن تخفيف العقوبات ضد نظام بريتوريا في وقت مبكر قد يكون له مردود عكسي في الحملة لإنهاء الفصل العنصري. ودعت ثاتشر من جانبها المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التخلي عن "الكفاح المسلح". &

كتب باول في مذكرته "أن رئيسة الوزراء علقت في ما بعد قائلة إنها أُصيبت بشيء من خيبة الأمل مع مانديلا، الذي بدا صاحب عقل مغلق إلى حد ما". وأكد باول أن الحكومة قررت ألا تطلع الصحافة على ما جرى بين مانديلا وثاتشر.&

انطباعات تبددت
أرسل السير روبن رينويك سفير بريطانيا في جنوب أفريقيا برقية يشرح فيها لمقر رئيسة الوزراء تفاصيل محادثاته مع مانديلا التي أشرت عليها ثاتشر بملاحظات واضحة قبل لقائهما، ربما أسهمت في تليين موقفها. &

أكد رينويك في البرقية أن "مانديلا يعلق أهمية بالغة على لقائه مع رئيسة الوزراء، وهو حريص على إقامة نوع من التقارب الشخصي (الذي ينبغي ألا يكون صعبًا إزاء شخصية هذا الرجل)". أضاف السفير أن مانديلا عانى كثيرًا من أجل قضيته وكل من زاره في السجن أُعجب بشجاعته وكرامته. &&

يشير تقرير مستشار ثاتشر عن اللقاء الذي جرى لاحقًا بينها ومانديلا إلى أن تحفظاتها السابقة عن مانديلا تبخرت، وكتب باول يقول إن اللقاء "كان ممتازًا، وجرى في أجواء ممتازة". &

إنهاء العنصرية
وأشار مانديلا خلال اللقاء إلى إمكانية التخلي عن الكفاح المسلح ضد النظام العنصري، وأعرب عن شكره لثاتشر على دورها في تأمين الإفراج عنه من السجن. وأخبرته ثاتشر أنه ليس هناك أي اختلاف بينهما على ضرورة إنهاء الفصل العنصري "الأبارتهيد".&
&
وقالت إن جنوب أفريقيا محظوظة بأن يكون لديها الرئيس دي كلارك والزعيم مانديلا في هذه المرحلة من تاريخها. &&
&&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن الغارديان. الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.theguardian.com/uk-news/2018/dec/28/thatcher-dismissive-of-mandela-after-first-phone-chat-files-reveal
& &&