يبدأ العام الجديد في جزر المحيط الهادئ ونيوزيلندا ثم أستراليا بألعابها النارية الشهيرة في سيدني لطيّ صفحة سنة 2018 التي شهدت تقلبات كبيرة وتدشن سنة جديدة مليئة بالشكوك.

إيلاف: من صعود التيارات الشعبوية إلى القلق المتزايد حول المناخ وبريكست وتعبئة "السترات الصفراء" في فرنسا، شهد العام 2018 تفاقم أزمات عديدة واشتعال حرائق جديدة.

ومن الأنباء السارة خلال تلك السنة، يشير المتفائلون إلى الإنفراج الاستثنائي في كوريا منذ خطاب ألقاه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون في الأول من يناير، بعدما اختتمت شبه الجزيرة العام 2017 بتهديد بزلزال نووي.

لكن كل هذه الاعتبارات الجوسياسية لن تمنع الحشود من فيدجي إلى ريو دي جانيرو من النزول إلى الشوارع للاحتفال بعام جديد.

ألعاب نارية كبيرة في سيدني&
أعلنت كبرى مدن أستراليا أنها ستطلق في هذه السنة أكبر ألعاب نارية شهدها خليج سيدني. وتحدثت عن كمية قياسية من الأسهم النارية وألوان ومؤثرات غير مسبوقة ستضيء لمدة 12 دقيقة سماء المدينة أمام مليون ونصف مليون مشاهد متوقعين. وقال رئيس بلدية سيدني كلوفر مور "إنني واثق أننا&سنستمتع بمنظر خليجنا مضاء بشكل لم يسبق له مثيل".

وبما أن الأمم المتحدة أعلنت 2019 سنة للغات السكان الأصليين، سيشهد خليج سيدني عروضًا تحتفي بثقافات السكان الأصليين بما في ذلك لوحات من الأضواء على أعمدة جسر سيدني الشهير.

العالم بأسره
على مر الوقت ستنتقل الاحتفالات إلى مدن العالم بأسره مع انتشار أمني كبير بسبب خطر وقوع اعتداءات. ففي هونغ كونغ يتوقع حضور حوالى 300 ألف شخص إلى مرفأ فيكتوريا ليتابعوا الألعاب النارية التي ستستمر عشر دقائق، وتطلق من خمسة مواقع.

وفي جادة الشانزيليزيه، ستجري الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة، من نقاط مراقبة وتدقيق، في قلب باريس، حيث يتوقع أن يتدفق المحتفلون، بمن&فيهم السيّاح، وكذلك محتجو "السترات الصفراء"، الذين وعدوا "بحدث احتفالي من دون عنف".

أما لندن فستنتقل إلى العام الجديد بالاحتفال بعلاقتها مع أوروبا، بينما يثير بريكست انقسامًا حادًا بين البريطانيين. وسترافق الألعاب النارية في وسط لندن موسيقى لفنانين من القارة الأوروبية.

بريكست وترمب&
شهد العام 2018 اضطرابًا كبيرًا، خصوصًا بسبب الأزمة السياسية في بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي سيبقى موضوع العناوين الكبرى لوسائل الإعلام حتى موعد تنفيذه في 29 مارس 2019.

وبعد عامين على الاستفتاء الذي جرى في يونيو 2016، ما زال المجتمع البريطاني يشهد انقسامات عميقة حول وسائل تنفيذ هذا الانفصال التاريخي الذي ينهي ارتباطًا استمر منذ 1973. سيبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب أيضًا الموضوع الأساسي لعناوين وسائل الإعلام.

فقد أكدت سنة 2018 قدرته&على قلب الموازين في الملفات الجيوسياسية الكبرى، من حربه التجارية مع الصين إلى انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران وقراره نقل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها.

انفراج كوري&
لكن ترمب يقف وراء واحد من أكبر الاختراقات الدبلوماسية التي تحققت في 2018، عندما أصبح في يونيو في سنغافورة، أول رئيس أميركي يلتقي زعيم&كوريا الشمالية.

وكان كيم جونغ-أون فاجأ العالم في الأول من يناير 2018 بمد يده إلى الجنوب عبر إعلانه عن مشاركة رياضيين كوريين شماليين في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونشانغ.&

وقد وعد للتو في رسالة غير معهودة وجّهها إلى حكومة كوريا الجنوبية بأن يلتقي "مرارًا" في 2019 نظيره مون جاي-إن لمناقشة إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية.

لكن هذا الانفراج يبقى هشًا، وسيكون موضوع متابعة دقيقة في 2019، كما هي الحال بالنسبة إلى حرب اليمن التي أسفرت عن سقوط عشرة آلاف قتيل حتى الآن، والوضع في سوريا التي دمرتها منذ 2011 حرب معقدة، وقرر الرئيس ترمب أخيرًا سحب القوات الأميركية منها.

ويفترض أن تتغير وجوه السلطة في دول عدة خلال هذه السنة الجديدة التي ستشهد انتخابات مهمة في أستراليا والهند وأفغانستان وجنوب أفريقيا والأرجنتين.
&