باستيا: أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء عن استعداده للاعتراف بخصوصية كورسيكا لكنه رفض المطالب الاخرى للقوميين في الجزيرة المتوسطية.

وفي خطاب مرتقب في باستيا قال ماكرون انه "يؤيد ذكر كورسيكا في الدستور" الفرنسي، احد المطالب الاساسية للتحالف بين مؤيدي الحكم الذاتي والانفصاليين.

واضاف ماكرون "ستكون طريقة للاعتراف بهويتها واتباعها بالجمهورية" الفرنسية. واثار هذا المطلب جدلا كبيرا في فرنسا التي يقوم نظامها على مركزية شديدة بداعي "عدم تقسيم" الجمهورية.

لكن الرئيس بقي حازما حول مطلبين للقوميين هما اعلان اللغة الكورسيكية لغة رسمية ثانية وتطبيق وضع الشخص المقيم. ويرى القوميون ان المطلب الاخير "لا يشكل ردا جيدا" على المضاربة العقارية على هذه الجزيرة السياحية.

وقال ماكرون "اليوم عندما ترتفع الاسعار وتباع الاراضي نادرا ما يستفيد من ذلك غير السكان المحليين" متعهدا "تطوير بناء المساكن" و"تسهيل قواعد التخطيط المدني". اما بالنسبة الى اللغة فذكر ماكرون ان "الفرنسية هي اللغة الرسمية الوحيدة في الجمهورية".

واضاف "يجب الحفاظ على اللغة الكورسيكية وتطويرها" لكنه اكد انه "لن يقبل ابدا بتخصيص هذه الوظيفة او تلك لمن يتكلم اللغة الكورسيكية". وخلال اليوم الاول من زيارته التي تستغرق يومين كان ماكرون حازما جدا مستبعدا العفو عن مساجين.

وكانت كورسيكا الجزيرة البالغ عدد سكانها نحو 330 الف نسمة، لعقود مسرحا لاعمال عنف تمثلت بأكثر من 4500 هجوم أدى معظمها الى اضرار مادية وتبنت الجزء الاكبر منها جبهة التحرير الوطني لكورسيكا. وبلغت اعمال العنف ذروتها اثر اغتيال كلود ارينياك اول محافظ يقتل في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومنذ اغتيال المحافظ ارينياك، طوت القومية الكورسيكية في 2014 صفحة العمل السري والاعتداءات، قبل ان تفوز في صناديق الاقتراع ممثلة بثلاثة نواب من أصل أربعة عن الجزيرة في 2017 ثم حصلت على أكثرية مطلقة في الانتخابات المحلية في كانون الاول/ديسمبر.

ولا يطالب القادة الكورسيكيون باستقلال الجزيرة بل الاعتراف بخصوصيتها وادراج ذلك في الدستور الفرنسي. ومثل كاليدونيا الجديدة والمارتينيك، يطالبون ايضا بمنح الجزيرة وضعا ضريبيا واجتماعيا خاصا والاعتراف بلغتها كلغة رسمية أخرى ونقل السجناء الكورسيكيين الى مسافة أقرب.