واشنطن: اتهم تقرير جديد للجمهوريين في مجلس الشيوخ الاميركي صدر الاربعاء، مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" بالتحيّز ضد الرئيس دونالد ترمب، ما يزيد الضغوط على الوكالة الامنية في الوقت الذي يحاول فيه البيت الابيض ابعاد التحقيقات الجارية حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية.

والتقرير الذي أعدّه الجمهوريون في لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ يقول إن 50 الف رسالة نصية متبادلة بين محققين اثنين في "الاف بي آي" تظهر انهما مع آخرين تساهلوا في تحقيق عام 2016 متعلق بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، بينما فتحوا تحقيقًا في حملة ترمب.

وغرّد ترمب الاربعاء صباحا بعد نشر التقرير "رسائل +الاف بي آي+ النصية عبارة عن قنابل".

ويقول التقرير إن الرسائل النصية الخاصة بين عميلي "الاف بي آي" بيتر سترزوك والمحامية ليزا بايج، تنم عن تحيز لكلينتون اثّر على المحققين في قضية استخدامها معلومات مصنفة سرية على خادم بريدها الالكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية.

ويضيف التقرير انه بالاضافة الى ذلك، فإن رسائل العميلين تثير تساؤلات حول ما اذا كان "أي عداء شخصي و/او تحيز سياسي اثّر على تصرفات مكتب التحقيقات الفدرالي في ما يتعلق بالرئيس ترمب".

ويأتي التقرير في الوقت الذي يفاوض فيه البيت الابيض في مسألة موافقة الرئيس على طلب المحقق الخاص روبرت مولر مقابلته. ويحقق مولر في احتمال تواطؤ حملة ترمب مع روسيا خلال انتخابات عام 2016 الرئاسية.

ويبحث مولر المدير السابق ل "الاف بي آي" ايضا ان كان ترمب قد حاول اعاقة العدالة او التحقيقات، وهي جرائم يمكن ان تعرض رئاسة ترمب للخطر.

500 صفحة من الرسائل النصية الشخصية

ونشرت اللجنة 500 صفحة من الرسائل المتبادلة بين سترزوك وبايج، وقد شارك العميلان في التحقيقات بقضيتي كلينتون وترمب كما كانا على علاقة غرامية ايضا في ذلك الوقت.

وتناقش العديد من الرسائل المتبادلة قضايا متعلقة بمكتب التحقيقات الفدرالي، الا ان بعضها يظهر ايضا ايراد سترزوك وبايج تعليقات فيها اهانة لترمب قبل وبعد انتخابه رئيسًا. 

وايضا تدعم بعض الرسائل ادعاءات الجمهوريين بأن قرار مدير "الاف بي آي" وقتها جيمس كومي في 5 يوليو 2016 بعدم اتهام كلينتون كان محضّرا سلفا حتى ما قبل اجراء المقابلة معها.

ويثير التقرير تساؤلات حول دور الرئيس السابق باراك اوباما من خلال رسالة واردة في 2 سبتمبر 2016، بعد يوم على نشر "الاف بي آي" عددًا من الوثائق حول التحقيق في قضية كلينتون، وتقول الرسالة ان كومي يحتاج الى تحضير بعض نقاط الحديث لأوباما لان الرئيس "يريد ان يعرف كل ما نقوم به"، وفق التقرير.

ويضيف التقرير ان "هذه الرسالة تثير مزيدًا من الاسئلة حول نوع ومدى تدخل الشخصي للرئيس اوباما في فضيحة البريد الالكتروني لكلينتون وتحقيق +الاف بي آي+ في القضية". 

وتعامل كومي مع تحقيق كلينتون هو حاليا قيد الفحص من قبل المفتش العام المستقل لمكتب التحقيقات الفدرالي، وسبق لترمب ان قال مرات عدة إن هذه القضية اكثر اهمية من التدخل الروسي في الانتخابات والذي يصفه بأنه "انباء كاذبة".

ويأتي تقرير لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ بعد اسبوع على مذكرة لجمهوريي لجنة الاستخبارات الداخلية من اربع صفحات تزعم ان "الاف بي آي" ووزارة العدل اساءا استخدام صلاحياتهما في توليهما التحقيق الروسي.

وتعتمد المذكرة ايضا في جزء منها الى الرسائل النصية بين ستزوك وبايج.