العراق: أصدرت محكمة جنايات محافظة المثنى في جنوب العراق حكما بسجن ناشط مدني عراقي يحمل الجنسية الأميركية ست سنوات، بتهمة الإساءة لمؤسسات الدولة بعد تنديده بالفساد.

وقدم باسم خشان مدير منظمة "عيون على القانون"، خلال العامين الأخيرين 350 ملفا حول فساد موظفين ومسؤولين إلى هيئة النزاهة ومجلس محافظة المثنى، وكبرى مدنها السماوة.

وقال مدير مؤسسة "ذر" غير الحكومية للتنمية في المحافظة ماجد أبو كلل لوكالة فرانس برس إن "الناشط المدني باسم خشان تميز عن باقي المدنيين والناشطين، بأنه سلك الطرق القانونية لمحاربة الفساد".

وأضاف أنه "كسب بعض الدعاوى بينها الحكم على مدير عام دائرة الصحة السابق في المحافظة قبل عامين، لكن للأسف شمل العفو الأخير البعض وخرجوا من السجن واكتفت المحكمة بالغرامة".

وأشار إلى أن ذلك "دفع برئيس وبعض أعضاء مجلس المحافظة ورئيس هيئة النزاهة العامة حسن الياسري، إلى إقامة دعاوى قضائية ضده بتهم الإساءة لمؤسسات الدولة".

وينتهي المطاف بالمتورطين بقضايا فساد في العراق إلى الهرب خارجا مع أموالهم، بفعل قرارات العفو.

ولفت أبو كلل إلى ان "المحكمة حكمت بقضيتين من أصل ثماني رفعت ضد الناشط باسم خشان، بالحبس المشدد بثلاث سنوات عن كل دعوى، بعدما نشر تعليقا على حسابه الشخصي في فيسبوك ينتقد هيئة النزاهة ومجلس المحافظة، لعدم اخذها بالوثائق التي قدمها ضد المسؤولين".

واستدعت المحكمة خبيرا لغويا لتفسير ما قاله خشان الذي كتب بعد إدانته "شكرا لحسن الياسري وهيئته التي تركت الفاسدين وفسادهم وتركت اموال الدولة التي ثبت تجاوزهم عليها، وطالب بسجني وكذلك التعويض لأني أهنت هيئته بقولي نطبخ على نار هادئة".

واعتبر الخبير اللغوي أن عبارة "الطبخ على نار هادئة" يشكل إساءة للدولة، فكان الحكم على هذا الأساس، وفق خشان.

وأثارت هذه الحادثة موجة تنديد على وسائل التواصل الاجتماعي. فكتب أنس الخفاجي ان "باسم خشّان الذي هزم الفاسدين وارجع المليارات من أموال الشعب العراقي المسروقة لخزينة الدولة، كافأه القضاء بالسجن 6 سنوات، يعني سجن الشريف وأعفي الحرامي".

وتظاهر مئات المواطنين في شوارع مدينة السماوة تنديدا بالحكم القضائي وهتفوا "النزيه في السجن والفاسد في المنطقة الخضراء"، التي تضم اهم مقار الحكومة العراقية.

من جهته، كشف نقيب المحامين العراقيين في المثنى صالح العبساوي عن تشكيل فريق من 40 محاميا للدفاع عن خشان، وتشكيل خلية أزمة تضم أكثر من 30 منظمة مجتمع مدني.