«إيلاف» من دبي: وجدت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وسيلة مثلى لتمديد خدمة قمر "ريكونيسّانس" الصناعي الذي يدور في مدار المريخ من خلال تتبع النجوم. فهذا القمر الصناعي في الخدمة منذ عام 2006، وقد تضاعف عمره الافتراضي المقرر أصلًا، إلا أن "ناسا" تخطط لمواصلة استخدام وصلة المريخ بالأرض التي يؤمنها، وذلك في عشرينيات القرن الحالي، خدمة للبعثات الاستكشافية المستقبلية.

مثّل هذا القمر الصناعي صلة حيوية بين المريخ والأرض، ودرست مجساته وأدواته العلمية الكوكب الأحمر بالتفصيل، وأرسل صورًا مذهلة للمريخ، إلا أنه صار قديمًا الآن.

لتمديد عمره، تحتاج "ناسا" إلى إعادة النظر في بطاريته وفي طريقة استخدام الطاقة فيه. وفقًا لمصادر مطلعة، قالت نيوزويك أن ثمة وسيلة واحدة لتحقيق ذلك، وهي التحول إلى وضع تتبع النجوم بدلًا من الملاحة المسيرة.

تعقب النجوم

بحسب تقرير نشره موقع "إنترناشيونال بيزنيس تايمز"، قال دان جونستون، مدير مختبر الدفع النفاث في "ناسا": "نحن نعلم أننا عنصر حاسم في برنامج المريخ لدعم البعثات الأخرى لفترة طويلة، لذلك نجد طرائق ملائمة لمدّ حياة هذا القمر الصناعي. ففي عمليات الطيران، نركز على التقليل من المخاطر من دون أن يؤثر ذلك في الخطة العلمية الموضوعة".

لهذا القمر الصناعي قدرة فعلية على التنقل باستخدام تقنية تعقب النجوم. وتجري اليوم اختبارات مكثفة في هذا الإطار، وتمكنت "ناسا" من الحفاظ على القمر في مساره باستخدام الملاحة النجمية وحدها في وقت سابق من فبراير الحالي. ومن المقرر أن يحدث تبديل تام لطرائق الملاحة في مارس. وتم تحديث برمجيات "ريكونيسانس" أخيرًا، فجرى تمكينه من التنقل بتتبع النجوم.

في السابق، كان التحكم بارتفاع القمر يتم باستخدام الجيروسكوبات الميكانيكية والمسرعات. فهذه المركبة تحمل وحدتي قياس بالقصور الذاتي، ابتدائية وثانوية. بعد 58 ألف ساعة استخدام وظهور علامات التدهور، أحيلة الوحدة الابتدائية على التقاعد، وتم تشغيل الوحدة الثانوية. ومضى اليوم على تشغيلها أكثر من 52 ألف ساعة. والتحول إلى الملاحة النجمية، يمكن الحفاظ على هذه الوحدة الثانية إلى حين تكون الحاجة إليها ماسة.

ما زال قادرًا

إن أداة تعقب النجوم في القمر مزودة بكاميرا تكشف النجوم وتتبع مساراتها، وببرنامج تعرف يستخدم الأنماط للبحث عن النجوم الأكثر بريقًا في السماء ليلًا. باستخدام البيانات التي يستقيها من هذا التتبع، يمكن هذا القمر أن يصحح مساره نحو المريخ. ويمكن الكاميرا أن تقوم بذلك مرات عدة في الثانية الواحدة، في سلسلة متصلة من القراءات وتصحيح المسار.

قال جونستون: "في وضع التتبع النجمي، يمكننا أن نتابع استكشافاتنا العلمية،، فوحدة القياس بالقصور الذاتي لا تعمل إلا عند الحاجة إليها، أي في أثناء الوضع الآمن أو المناورات المدارية أو لتغطية الاتصالات خلال الحوادث الحرجة التي تحصل عند الهبوط على سطح المريخ".

حتى الساعة، دار هذا القمر الصناعي حول المريخ 45 ألف دورة، وهو يشكل أداة استكشافية غاية في الأهمية بالنسبة إلى مهمات "ناسا" في المريخ.

ونسب موقع "إنترناشيونال بيزنيس تايمز" إلى مايكل ماير، كبير العلماء في برنامج "ناسا" لاستكشاف المريخ في مقر الوكالة في واشنطن، قوله: "نحن نعول على بقاء ريكونيسانس في الخدمة سنوات عديدة. والمسألة لا تقتصر على الاتصالات التي يوفرها، على الرغم من أهميتها، بل تتحاوز ذلك إلى الملاحظات العلمية والأدوات التي تساعدنا على فهم مواقع الهبوط المحتملة قبل زيارتها، وتفسير كيفية ارتباط النتائج على السطح بالكوكب ككل".

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إنترناشيونال بيزنيس تايمز". الأصل منشور على الرابط:

http://www.ibtimes.co.uk/nasa-extending-life-its-veteran-mars-reconnaissance-orbiter-by-using-stars-navigation-1660587