سيول: رحبت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية بحذر الاربعاء بعرض كوريا الشمالية التطرق الى قضية نزع السلاح النووي الذي كانت ترفضه بشكل قاطع، لكنها شككت بجدية بيونغ يانغ.

وفي بيونغ يانغ، لم تأت وسائل الاعلام الكورية الشمالية على ذكر الاتفاق الاربعاء. 

وكان شونغ اوي يونغ مستشار الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي الذي اجرى مباحثات مطولة الاثنين مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، ذكر ان بيونغ يانغ مستعدة للتحرك في ملف ترسانتها النووية "اذا زالت التهديدات العسكرية ضد الشمال وتم ضمان امن نظامها".

واوضحت الرئاسة الكورية الجنوبية ان بيونغ يانغ التي فرض عليها مجلس الامن الدولي عقوبات، مستعدة "لحوار صريح" مع الولايات المتحدة للبحث في ازالة السلاح النووي. واوضحت ان نظام بيونغ يانغ سيعلق التجارب النووية والصاروخية خلال المحادثات وسيتم تنظيم قمة تاريخية في ابريل المقبل.

وكتبت صحيفة "شوسون ايلبو" في افتتاحيتها ان "هناك نقاطا ايجابية في هذا الاتفاق". واضافت "لكن ما زالت هناك نقطة تثير تساؤلات حول معرفة ما اذا كان الشمال مستعد فعلا للتفاوض بشأن التخلي عن ترسانته النووية".

وتابعت ان الشمال وعد بنزع للسلاح النووي "بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة عنه" في اتفاق ابرم في 2005 ولم يمنعه من اجراء اول تجربة نوية له في وقت لاحق.

واشارت الى ان بيونغ يانغ قد تكون تسعى عبر هذا التقارب مع الجنوب، الى الحصول على تخفيف للعقوبات الدولية مع كسب الوقت في برنامجيها النووي والصاروخي.

وقالت "شوسون ايلبو" انه "اذا طبق هذا السيناريو، فان كوريا الجنوبية والاسرة الدولية تكونان قد خدمتا لعبة الشمال".

وشبه هونغ جون بيو زعيم حزب حرية كوريا اكبر حزب للمعارضة المحافظة، الاتفاق بين الكوريتين باتفاقات ميونيخ التي وافقت بموجبها باريس ولندن في 1938 على ضم منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا السابقة الى المانيا.

وكتب هونغ على صفحته على فيسبوك ان "الاتفاق يذكرني باتفاقات ميونيخ في 1938". واضاف ان "الاغبياء وحدهم يرتكبون الخطأ نفسه مرتين".

من جهتها، قالت صحيفة "جونغانغ ايلبو" ان قمة بين الكوريتين -- ستكون الثالثة في التاريخ -- لن تكون مفيدة اذا لم تؤد الى ازالة السلاح النووي.

واشارت الى ان وصول الرئيس مون جاي ان الذي ينتمي الى يسار الوسط والمؤيد للحوار مع الشمال، لم يمنع بيونغ يانغ من اجراء تجربة نووية سادسة في ايلول/سبتمبر ومن مصاعفة اطلاق الصواريخ، مؤكدة قناعتها بان مبادرات الانفتاح الكورية الشمالية الاخيرة لا تهدف سوى الى تجنب العقوبات.

وقالت "اذا كان الشمال يرغب فعلا في السلام في شبه الجزيرة الكورية، فعليه اتخاذ اجراءات ملموسة بهدف نزع السلاح النووي".

واخيرا، بدت صحيفة "هانكيوريه" اكثر حماسا اذ اعتبرت ان الاتفاق "يتجاوز كل التوقعات" و"يفتح الطريق لنزع كامل للسلاح النووي في المستقبل".