بكين: من غير المتوقع ان تشهد الجمعة الشعبية الوطنية في الصين (البرلمان) نقاشا محتدما أو مفاجآت غير متوقعة عند تصويته التاريخي على الغاء القيود على الفترة الرئاسية في البلاد الاحد ليصبح الرئيس ممسكا بالسلطة الى الابد. 

لم يسبق للمجلس، أن صوت ضد ما يطلبه الحزب الشيوعي طوال فترة وجوده منذ نصف قرن. 

وعليه فإنه بات من المؤكد ان الرئيس الصيني شي جينبينغ سيضمن التصويت له ليحكم ثاني أكبر اقتصاد في العالم مدى الحياة، إلا أن أعضاء المجلس الذين يشعرون بالاستياء لديهم طرق خفية للتعبير عن ذلك. 

يشرح الخبراء لوكالة فرانس برس كيف ستتم عملية التصويت: 

 كيف تتم عملية التصويت السرية

يضم المجلس نحو 3000 عضو بينهم جميع كوادر الحزب المحلية والمليارديرات مثل بوني ما الرئيس التنفيذي لشركة "تينسينت". 

إلا أن دور هؤلاء شرفي، فالقرارات الحقيقية يتخذها الحزب الشيوعي قبل طرحها امام البرلمان بأشهر. 

وبقي مقترح فتح المدة الرئاسية سرا حتى كشف عنه تقرير اعلامي في 25 فبراير، اي قبل اسبوع من الجلسة الافتتاحية للمجلس.

وكشف الحزب لاحقا ان شي ترأس اجتماعا للمكتب السياسي في سبتمبر قررت خلاله القيادة مراجعة الدستور. 

وقال الحزب انه سعى في ذلك الوقت الى الحصول على مقترحات وآراء توجت باتخاذ قرار في اواخر كانون الثاني/يناير لطرح تعديلات دستورية على البرلمان. 

واضافة الى فتح الفترة الرئاسية فإن التعديلات تشمل تشكيل جهاز وطني لمكافحة الاحتيال، وزيادة دور الحزب الشيوعي، واضافة فلسفة شي السياسية وهي "رأي شي جينبيغ في الاشتراكية مع خصائص صينية لعهد جديد". 

كيف يتم التصويت؟ 

يجتمع البرلمان في لقاء عام بعد ظهر الاحد، وسيتم توزيع اوراق الاستطلاع وسيختار كل نائب التصويت أما مع او ضد او يمتنع عن التصويت. 

وبعد ذلك يضع النواب أصواتهم في صناديق الاقتراع لتبدأ بعد ذلك عملية العد. وتتم المصادقة على الاقتراح اذا صوت ما لا يقل عن ثلثي النواب لصالح مسودة التعديل. 

وقال وي شانغهاو محرر صحيفة البرلمان "من المقرر ان يصوت البرلمان على التعديل بشكل عام، ولذلك فلن يكون هناك تصويت منفصل على المدة الرئاسية". 

اصوات بالاعتراض؟

عندما تم انتخاب شي رئيسا عام 2013، حصل على 2952 صوتا، وصوت واحد معارض بينما امتنع ثلاثة عن التصويت، أي أنه فاز بنسبة 99,86%. 

ومنذ تأسيس المجلس عام 1954، لم يصوت برفض اي قرار مطلقا. الا ان محللين يقولون ان النواب بامكانهم الامتناع عن التصويت لان عملية التصويت سرية - على الاقل رسميا". 

وقالت مارغريت لويس استاذة القانون في جامعة سيتون هول في نيويورك "لو حدث ان صوت عدد كبير بلا او حتى امتنعوا عن التصويت، فسيكون ذلك مدعاة للدهشة. ومن غير المرجح مطلقاً عدم الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة". 

وسبق لاعضاء المجلس ان صوتوا بالرفض في السابق. 

ففي عام 2013 صوت نحو 500 نائب ضد الميزانية. وخلال رئاسة جيانغ زيمين صوت نحو ثلث اعضاء المجلس ضد تقرير بشأن مكتب الادعاء، حسبما يقول جان-بيير كابستان المختص في السياسة الصينية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية.