في خطوة نادرة، وضعت بلدية طهران صور نساء إيرانيات بارزات على لافتات بالطرقات بمناسبة أسبوع المرأة.

وضمت الصور شخصيات نسائية في مجالات العلوم والرياضة والفن.

وتعد مثل الخطوة ابتعادا عن الأعراف الراسخة في المجتمع، إذ يعد ظهور صور نساء في أماكن عامة أمرا غير معتاد، وحتى المشاهير فحتى المشاهير من النساء نادرا ما يظهرن في إعلانات الطرق.

وتباينت ردود فعل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع وضع تلك الصور فكثير من اعتبرها "خطوة طال انتظارها"، بينما استهزأ بها آخرون.

ونشرت عضوة البرلمان فاطمة سعيدي صورة "ملكة الرياضيات" مريم ميرزاخاني، وهي أول امرأة على الإطلاق تحصل على ميدالية فيلدز، التي توصف عادة بنوبل الرياضيات عام 2014.

وتوفت ميرزاخاني عن أربعين عاما في صيف 2017 بعد إصابتها بسرطان الثدي.

لكن بعض المعلقين اعتبر هذه الخطوة مجرد "دعاية" لا يمكن لها أن تحدث أي تغيير ملموس، كما طرح آخرون أسئلة حول الحجاب المفروض على الإيرانيات بعد قيام الثورة الإيرانية 1978، حتى أن بعض المعلقين كتبوا: لماذا لا تستجيبون لمطالب النساء فيما يتعلق بالحجاب بدلا من هذا الحملة.

من هن هؤلاء النساء؟

إلى جانب عالمة الرياضيات الشهيرة مريم ميرزاخاني، أظهرت اللافتات صور نساء إيرانيات رائدات، منهن:

آلنوش طريان، عالمة الفلك والفيزيائية الإيرانية-الأرمينية والتي تعرف بـ "أم علم الفلك الإيراني الحديث".

https://twitter.com/ab_kamran/status/972915001185964033

المصورة الحربية مريم كاظم زاده

https://twitter.com/shirafkan82/status/972743571500650496

شهلى رياحي، أول مخرجة إيرانية

https://twitter.com/AmnHsni/status/972580298662785024

وأثنت تقارير إخبارية محلية نصب هذه اللوحات الطرقية ووصفت الخطوة بالـ "إيجابية"، لكن وكالة مشرق - وهي منصة إعلامية قريبة من الحرس الإسلامي الإيراني - تساءلت عن معايير اختيار النساء.

وقالت الوكالة: "مع فائق الاحترام، لكن هذه النساء لا يمكن لهن أن يعتبرن القدوة الصحيحة في بلد إسلامي".

ويبدو وكأن السلطات قد حاولت خلق "توازن" عند اختيارها الشخصيات النسائية لتظهر في شوارع العاصمة، فإلى جانب صور عالمات الرياضيات والفنانات، ظهرت صور نساء متشحات بسواد كامل منهن أول مصورة حربية قامت بتغطية حرب الخليج الأولى في الثمانينات.

تغيير في الأسلوب

وتحدثت فاطمة راكعي، رئيسة قسم شؤون النساء في بلدية طهران، عن تغيير في أسلوب التعامل مع النساء ومطالبهن. لكنها أكدت - في حديث مع صحيفة شهرفند الحكومية - أن استخدام الأماكن العامة لنصب لوحات إعلانية للقضاء على التمييز ضد النساء لا يزال في مراحله الأولى.

وتضيف: "ستشاهدون في المستقبل لوحات إعلانية صفراء في محطات المترو للقضاء على التمييز ضد النساء".

وطوال الأسابيع الماضية انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات قيل إنها كانت بتكليف من بلدية طهران لنشر التوعية بخصوص التحرش في الشوارع وسلامة النساء.

ولوحظت مثل هذه الإجراءات في الفترة التي تلت انتخاب محمد علي نجفي محافظا لطهران في آب/ أغسطس 2017.

وتعد هذه الإجراءات مخالفة للأسلوب الي اتبع في عهد المحافظ السابق محمد باقر غالباف (وهو من حزب المحافظين)، عندما قللت لافتات من أدوار النساء وقدمتها مقتصرة على أداء الواجبات المنزلية. وطالبت بعض من تلك اللافتات بإبقاء النساء "محتشمات" وذلك "للمحافظة على السلام المجتمعي".