إيلاف من لندن: أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" اليوم ان 291 عراقيا قتيلا وجريحا كانوا ضحايا الارهاب والعنف والنزاع المسلح الشهر الماضي.. فيما دعا فريق أممي مختص إلى تهيئة أجواء سياسية واجتماعية وأمنية لتسهيل إجراء انتخابات عراقية آمنه وشاملة وذات مصداقية ومقبولة تحقق المشاركة الواسعة وخاصة من قبل النساء. 

وأفادت الأرقام التي سجّلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق بمقتلِ 104 مدنياً عراقياً وإصابة 177 آخرين، جرّاء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر مارس الماضي.

وأشارت في تقرير الاربعاء اطلعت عليه "أيلاف" إلى أنّ هذه الأرقام تشمل سائر المدنيين وغيرهم ممن يمكن اعتبارهم مدنيين وقت الوفاة أو الإصابة - كالشرطة في مهام غير قتالية والدفاع المدني وعناصر الأمن الشخصي وشرطة حماية المنشآت ومنتسبي قسم الإطفاء.

وأوضحت ان من بين الأعداد الكلية التي سجّلتها "يونامي" للخسائر خلال الشهر الماضي فقد بلغ عدد القتلى المدنيين 84 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 164 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة).

وكانت محافظة بغداد الأكثر تضرّراً، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 124 شخصاً 33 قتيلاً و91 جريحاً تلتها محافظة صلاح الدين (125 كم شمال غرب بغداد) حيث سقط 12 قتيلاً و26 جريحاً، ثم محافظة الأنبار (100 كم غرب بغداد) حيث لقي 11 شخصاً مصرعهم وأُصيب 22 آخرون.

وأغتبرت البعثة الاممية ارقام الضحايا هذه بمثابة الحد الأدنى المطلق.. موضحة انها قد أُعيقت من التحقّق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق معينةٍ بسبب تقلّب الوضع على الأرض وتعطّل الخدمات. 

وقالت إن هناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكلٍ جزئيٍّ فقط من حوادث معينة.. فيما تم الحصول على أعداد الضحايا في محافظة الأنبار من دائرة الصحة فيها.. موضحة أن هذه الأرقام قد لاتمثل الأعداد الحقيقية للضحايا في المحافظة بشكلٍ كامل.

والاحد الماضي دعا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي القوات الامنية إلى تعزيز الجهود لتثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز الجهد الاستخباري لمواجهة الخلايا الارهابية بعد تحرير كامل الاراضي العراقية من تنظيم داعش.

الامم المتحدة تدعو لانتخابات آمنة ذات مصداقية

فيما يستعد العراق لانطلاق الحملة الانتخابية الثلاثاء المقبل فقد دعا فريق بعثة الأمم المتحدة لتقييم الاحتياجات الانتخابية في العراق إلى تهيئة أجواء سياسية واجتماعية وأمنية لتسهيل إجراء انتخابات آمنه وشاملة وذات مصداقية ومقبولة تحقق المشاركة الواسعة وخاصة من قبل النساء. 

وأصدر الفريق الاممي اليوم توصيات عقب زيارة قام بها إلى العراق مؤخرا للوقوف على التحضيرات الخاصة بانتخابات مجلس النواب العراقي المقررة في 12 من الشهر المقبل واطلعت عليها "إيلاف" اليوم حيث عقد عدداً من اللقاءات مع طيف واسع من المحاورين الوطنيين والدوليين بما فيهم مجلس النواب العراقي والمفوضية العليا للانتخابات والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقضاء وممثلي المجتمع الدولي بما في ذلك أسرة الأمم المتحدة. 

وأشار الفريق إلى أنّ الأمم المتحدة تبذل حالياً جهوداً تهدف لإرسال مزيد من الخبراء الأساسيين في مجال الانتخابات من أهمها التوعية العامة وتثقيف الناخبين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعمليات، والشكاوى وإجراءات الطعون. 

وشدد الفريق الاممي على ضرورة العمل على تهيئة أجواء سياسية واجتماعية وأمنية من شأنها تسهيل إجراء انتخابات آمنه وشاملة وذات مصداقية ومقبولة، فضلاً عن بذل الجهود لتحقيق المشاركة الواسعة بما في ذلك من قبل النساء. ودعا إلى الاستمرار في تسهيل عمل وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وتمكينها من لعب الدور المنوط بهم في العملية الانتخابية بما في ذلك المراقبون المحليون للانتخابات اضافة إلى تسهيل دخول المراقبين المحليين والدوليين إلى مخيمات النازحين.

وأشار إلى اهمية تنفيذ حملة استباقية لتوعية الناخبين بشأن العملية الانتخابية، وتشجيع المشاركة الواسعة لجميع شرائح الناخبين، لا سيما المرأة والناخبون الذين يشاركون للمرة الأولى والفئات الضعيفة الأخرى.

وأشار إلى اهمية ضمان المراجعة النزيهة والفصل دون تأخير في الشكاوى والطعون المحتملة التي قد تنشأ في يوم الانتخابات وقبله وبعده.

كما اكد على مفوضية الانتخابات ضرورة تعزيز وبناء ثقة الجمهور في قدراتها على أداء عملها بطريقة مستقلة ومحايدة، بما في ذلك جعل جميع قراراتها واللوائح اجراءات في متناول الجميع من خلال نشرها على موقع المفوضية الإليكتروني في الوقت المناسب. 

وحث المفوضية على مواصلة جهودها في التوعية العامة وتثقيف جميع شرائح الناخبين، مع التركيز بوجه خاص على طوائف الأقليات والفئات الضعيفة بما فيهم، المرأة، والشباب خصوصا من يشاركون في الانتخابات لأول مرة والنازحين.. و ضمان وجود استراتيجية تواصل قوية مع وسائل الإعلام والأحزاب السياسية والمرشحين، إضافة إلى المراقبين الدوليين والمحليين. 

واكد الفريق الاممي على المفوضية ضرورة التنسيق مع اللجنة الأمنية العليا للانتخابات لأجل ضمان توافر بيئة انتخابية آمنة وسلمية.. وشدد على أهمية العمل على نشر فرق مراقبة انتخابية بما في ذلك داخل مخيمات النازحين ومراقبة عمليات التصويت داخل تلك المخيمات وخارجها، وذلك للمساعدة في تعزيز بناء الثقة.

يشار إلى أنّ الحملة الانتخابية للمرشحين وقوائمهم وتحالفاتهم الانتخابية ستنطلق رسميا في العاشر من الشهر الحالي استعدادا للسبق الانتخابي المقرر في 12 من الشهر المقبل.

يذكر أن عدد المرشحين للانتخابات في عموم العراق قد بلغ 7367 وهو أقل من مرشحي انتخابات عام 2014 الماضية حيث تخطى العدد انذاك تسعة آلاف مرشح واعلنت مفوضية الانتخابات عن تسجيل 88 قائمة و205 كيانات سياسية و 27 تحالفا انتخابياً للمشاركة في السباق الانتخابي.