نبهت الأحزاب السياسية المغربية في لقاء عقد اليوم الإثنين في مدينة العيون كبرى محافظات الأقاليم الجنوبية المغربية، الأمم المتحدة، إلى ضرورة عدم التساهل مع التصرفات الاستفزازية لميليشيات "بوليساريو"، والتعامل معها بما تفرضه مسؤولية صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة.

إيلاف من الرباط: جاء في "إعلان العيون" الذي أصدرته الهيئات السياسية ومنتخبو ووجهاء وشيوخ القبائل في الصحراء، عقب اللقاء، أن المملكة تتقاسم مع الأمم المتحدة الحرص على ضمان الأمن في المنطقة، داعيًا مينورسو، ومن خلالها المنتظم الدولي، إلى اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة والرادعة لإجبار "بوليساريو" على الانسحاب من هذه المناطق، وإزالة كل مظاهر محاولاته الهادفة إلى إحداث واقع جديد في المنطقة.

تشبت بالحل السلمي
جدد الإعلان التأكيد على التشبث بالحل السلمي السياسي المستدام والمتوافق عليه تحت إشراف الأمم المتحدة باعتبارها الجهة الوحيدة ذات الصلاحية للبحث عن حل يضمن صيانة حقوق المغرب ويصون السلم في المنطقة.

واعتبر "إعلان العيون" أن الخيار الوحيد لإنهاء هذا الصراع المفتعل يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي اقترحه المغرب كإطار للتفاوض، والذي وصفه المنتظم الدولي بأنه جدي وذو مصداقية، وما فتئت تتسع دائرة الدول الداعمة له.

الحدّ من معاناة المحتجزين في مخيمات لحمادة
وناشد الإعلان المنتظم الدولي بالعمل على جعل حدّ لمعاناة المحتجزين في مخيمات لحمادة (تعتبرهم "بوليساريو" لاجئين) بعيدًا عن أرضهم وأهلهم في ظروف مأساوية وحرمان تام من أبسط حقوق الإنسان، كَمَا دعا الأمم المتحدة إلى الضغط على الجزائر و"بوليساريو" من أجل تمكين منظمة غوث اللاجئين من إحصائهم وفق المعايير الدولية.

تنويه بإخلاص القبائل الصحراوية 
ونوه "إعلان العيون" بما بيّن عنه سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب (الصحراء) وشيوخها وقبائلها من حب للوطن وإخلاص لأواصر البيعة للعرش العلوي، ووفاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وإسهام إيجابي وفاعل في المسار السياسي الديمقراطي والتنموي للبلاد، مما أصبحت معه هذه الأقاليم دعامة أساسية في بناء المغرب الجديد، وخاصة بعطائهم في الجماعات الترابية أو البرلمان أو الغرف، وهم الذين يشكلون، حسب إحصاء" مينورسو"، غالبية سكان أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب، والذين يعتبرون واقعيًا الممثلين الحقيقيين لإرادة المواطنين بهذه الأقاليم، الذين عبّروا عنها في العديد من الاستحقاقات الانتخابية المشهود بنزاهتها وطنيًا ودوليًا، وكذلك الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجتمع المدني والحقوقي بهذه المناطق في التنمية الاجتماعية وفي الدفاع عن وحدة تراب المغرب في الداخل والخارج.

اعتزاز بالنهضة التنموية
واعتز قادة الأحزاب ووجهاء القبائل والمنتخبون بما تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة من نهضة تنموية متعدّدة الأبعاد والتي ستعرف تطوراً أكبر بفضل النموذج التنموي الخاص بها الذي أطلقه الملك محمد السادس، مما ستصبح معه هذه المناطق قطبًا اقتصاديًا يعوّل عليه في إحداث نقلة نوعية رائدة للتنمية المندمجة بهذا الجزء من المغرب، ويمكن من التثمين الأمثل والمستدام لمواردها الطبيعية بما يضمن الرفع من مستوى استفادة الساكنة المحلية من ثمارها الشيء الذي يبعث على الثقة في المستقبل.

أكد الإعلان على ضرورة إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تطبيق الجهوية المتقدمة والتسريع في ذلك في أفق تحقيق الحكم الذاتي في هذه الأقاليم، وكذا ضرورة تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية ممثلة في الأحزاب السياسية والبرلمان والنقابات وفعاليات المجتمع المدني.