نصر المجالي: من المفترض أن يصل إلى سويسرا مساء الأربعاء العالم البريطاني المولود في لندن والمقيم في بيرث في إستراليا ديفيد غودال ساعيا لإنهاء حياته عبر "الموت الرحيم". 

وظهر الاكاديمي الشهير غودال البالغ من العمر 104 أعوام في كرسي متحرك وهو يستعد للركوب على متن رحلة درجة رجال الاعمال، وعلى صدره شارة تحمل عبارة "الشيخوخة المخيفة".

يذكر أن عالم النبات البيئي أجرى ترتيبات السفر إلى بازل في سويسر، سعيا وراء "القتل الرحيم" الطوعي لتدهور صحته، وهو أمر غير قانوني في أستراليا.

وفي مقابلة مع شبكة (أيه بي سي) أذيعت يوم الثلاثاء، قال العالم غودال إنه تلقى الدعم الكامل من عائلته في رغبته في إنهاء حياته ، وأعرب عن أمله في أن يفهم الآخرون ذلك.

غودال في المطار في رحلته الأخيرة

 

انتهت صلاحيتي

وقال: "أنا في عمر 104 سنوات ، لذلك لم يعد لدي الكثير من الوقت... كذلك (صلاحيتي) تزداد سوءًا، مما يجعلني غير راضٍ عن الأمر".

يذكر أن جمعية القتل الرحيم (اكزيت انترناشونال) كانت دشنت تمويل تشاركية ليتمكن العالم من السفر في الدرجة الأولى. وجمعت أكثر من 17 ألف دولار أسترالي (أكثر من 12 ألف دولار).

وكتبت الجمعية على موقعها الإلكتروني أنه "من الظلم أن يضطر أحد أكبر مواطني أستراليا سناً إلى استقلال الطائرة ليتوجه إلى الجانب الآخر من العالم للموت بكرامة". وأضافت: "ينبغي الحصول على موت كريم وهادئ لكل الأشخاص الراغبين في ذلك".

وكان الاكاديمي غودال الباحث الفخري في جامعة (اديث كوان) في بيرث تصدر عناوين الصحف العام 2016 عندما طلبت منه المؤسسة مغادرة منصبه بسبب المخاطر المحيطة بتنقلاته. وعادت عن قرارها بسبب ردود الفعل المستنكرة في الاوساط العلمية المحلية والعالمية.

وأصدر غودال عشرات الدراسات، وكان لا يزال حتى فترة قصيرة يتعاون مع مجلات مختلفة تعنى بالبيئة.

غودال الشاب

أسف 

وكان الأكاديمي الشهير، قال في ذكرى ميلاده مطلع أبريل: "آسف كل الأسف لأني وصلت إلى هذا العمر. فأنا لست سعيداً. أريد أن أموت. وهذا ليس بالأمر الحزين. ما هو حزين هو منعي عن ذلك. اعتبر أن كل شخص مسن مثلي ينبغي أن يتمتع بكامل حقوقه وبما في ذلك الحق بالحصول على مساعدة للانتحار".

والمساعدة على الانتحار غير مشروعة في غالبية دول العالم. ولكن وحدها ولاية فيكتوريا الاسترالية شرعت المساعدة على الموت العام الماضي.

إلا ان هذا القانون الذي يدخل حيز التنفيذ في يونيو 2019 لا يشمل سوى المرضى الذين باتوا في مرحلة نهائية من المرض ولم يعد أمامهم سوى ستة أشهر للعيش، وثمة نقاش حول القتل الرحيم في ولايات أسترالية أخرى، لكن كل الاقتراحات انتهت إلى فشل.