«إيلاف» من واشنطن: تحدثت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، أمام جمهور محدود من المسؤولين وقادة الأعمال وموظفي الكونغرس والصحافيين وممثلي مؤسسات البحوث في مجلس العلاقات الخارجية عن شؤون الساعة. وتطرق حديث رايس إلى الاكتتاب المرتقب لشركة أرامكو السعودية.

المطلوب شفافية

قالت رايس إن في الانتقال من ملكية الدولة إلى الملكية الخاصة مخاطر عديدة، ترتبط بقضية الشفافية والاجراءات المتوقعة لدى الانتقال من عمليات ومؤسسات مملوكة للدولة إلى بيئة تعمل وفق قوانين السوق.

أشارت رايس إلى أن رجال الأعمال الاميركيين تعاملوا من قبل مع مؤسسات مملوكة للدولة وسيظلون يتعاملون مع مؤسسات كهذه في الصين مثلًا، وأنها عرفت مؤسسات انتقلت من ملكية الدولة إلى الملكية الخاصة في روسيا، معربة عن اعتقادها أن هذه الانتقال "حدث بسرعة أكبر مما ينبغي".

أكدت رايس مجددًا أن المسألة برمتها تتعلق بالشفافية وضرورة أن يعرف المرء ما هو مقبل عليه. لكن هذا لا يعني التطير منه، لأن "شركة بهذا الحجم والأهمية والامكانية لخلق ثروة" لا يمكن إلا أن تثير اهتمام المستثمرين على أن يعرفوا طرح الأسئلة الملائمة لمعرفة جوهر ما هم مقبلون عليه، أي "ما هو تاريخ الشركة، ما المخفي منه - هذه في الحقيقة هي المسألة بالنسبة لي".

التطور الأهم

نوهت رايس بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحاول أن يحقق أشياء استثنائية، "واعتقد أنه في المحصلة النهائية إذا نجح ستكون السعودية مجتمعًا أكثر انفتاحًا وهذا سيكون لصالح الشرق الأوسط".

لكنها حذرت من الانتقال من ملكية الدولة إلى الملكية الخاصة من دون معرفة حقيقية لطبيعة العمل في اسواق خاصة والأسئلة التي تُطرح في هذه البيئة. واعادت التذكير بما "حدث للصينيين عندما حاولوا فتح أسواقهم، وفجأة أدركوا أن الأسهم يمكن أن ترتفع وتهبط، وأنهم قالوا للمواطنين الاعتياديين أن يستثمروا ثم انتكست الأسواق وواجهوا قلاقل اجتماعية".

لاحظت أن في احيان كثيرة، تجد اشخاصًا يتعاملون بشركات مملوكة للدولة لكنهم "في الحقيقة لا يفهمون السوق، يعتقدون أنهم يفهمون لكنهم لا يفهمون أن الأسواق عصية على التنبؤ، وانها متقلبة بسبب عوامل عديدة. وبالتالي هناك مخاطر في الحالتين".

ختمت رايس حديثها عن هذا الموضوع بالقول: "يمكن انفتاح السعودية أن يكون من أكبر واهم التطورات في السنوات الخمسين الماضية على صعيد السياسة الدولية".