قدم نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية إحاطة علنية لأعضاء البرلمان البريطاني ولوسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية دعاهم فيها إلى زيادة دعم الأصوات السورية المعارضة المعتدلة.

إيلاف: أوضح الحريري في هذه الإحاطة الحاجة إلى القيام بأفعال لها تأثير على المدى الإستراتيجي. ودعا المملكة المتحدة على وجه الخصوص إلى "تولي زمام المبادرة في زيادة الدعم للأصوات المعتدلة على الأرض كدعم منظمات المجتمع المدني، والمجالس المحلية، والحكومة السورية الموقتة، والانتقال من مرحلة إجراء التحقيقات في انتهاكات النظام إلى الملاحقات القضائية والمسائلة القانونية؛ وكذلك تخصيص المزيد من المساعدات الإنسانية؛ ومساندة الولايات المتحدة في فرض عقوبات أشد ضد روسيا وإيران لدورها المؤذي في سوريا".

تضمن جدول أعمال زيارة وفد الهيئة السورية للعاصمة البريطانية لندن، التي ستستمر حتى غد الخميس، لقاءات منفردة مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وكريستيان تيرنر نائب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، وبريتي باتيل رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في برلمان المملكة المتحدة، وعددًا من اللقاءات مع وسائل الإعلام البريطانية.

لا حل إلا سياسيًا
واعتبر بوريس جونسون أن زيارة وفد المعارضة "فرصة كبيرة للمملكة المتحدة لتبحث مع المعارضة السورية الجهود المشتركة المبذولة لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية الفظيعة، ووقف المعاناة التي يواجهها الشعب السوري منذ أكثر من سبع سنوات".

وقال "إن استمرار النظام بهجماته الوحشية، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيميائية، ورفضه الانخراط في المفاوضات يبين بوضوح مدى صعوبة الوصول إلى تسوية سياسية. لكن موقفنا يظل واضحًا بأن الحل السياسي هو وحده الكفيل بتحقيق مستقبل مستقر وأكثر إشراقًا للشعب السوري. وقد أعرب الدكتور الحريري والمعارضة السورية مجددًا عن استعدادهم للانخراط في مفاوضات مباشرة مع النظام السوري وروسيا من دون أي شروط مسبقة".

وشدد جونسون على أن "المملكة المتحدة تظل في مقدمة الاستجابة الإنسانية: فقد تعهدنا خلال مؤتمر بروكسيل الأخير تقديم 450 مليون جنيه إسترليني على الأقل في العام الحالي، إلى جانب 300 مليون جنيه في العام المقبل، وبالتالي يرتفع إجمالي تمويل المساعدات البريطانية المقدمة من المملكة المتحدة إلى 2.71 مليار جنيه منذ عام 2011. هذه المساعدات تسهم في تخفيف المعاناة الهائلة في سوريا، وتوفير دعم حيوي في الدول المجاورة".