قال محللون في وزارة الدفاع الأميركية إن إيران بدأت هجمات إلكترونية واسعة ضد حلفاء الولايات المتحدة عقب 24 ساعة فقط من إعلان ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي في مطلع الأسبوع الجاري، متوقعين في حديث إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة أن تتوسع هذه الحرب لتشمل أهدافًا أميركية قريبًا.

إيلاف من واشنطن: نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن باحثين في شركة "كرودستراكي" الأمنية قولهم إنهم "لاحظوا تناميًا في النشاط الإيراني السيبراني، حيث أرسل المتسللون الإيرانيون رسائل عبر البريد الالكتروني تحتوي على برامج ضارة إلى دبلوماسيين في مكاتب خارجية تابعة لدول حليفة للولايات المتحدة".

حرب موازية
ونقلت الصحيفة عن أكثر من 12 مصدرًا في البنتاغون توقعهم بأن ترد إيران على قرار ترمب بموجة جديدة من الهجمات الإلكترونية الأكثر تطورًا.

أشار وزير الأمن القومي الأميركي السابق كيث ألكساندر للصحيفة إلى أنه "ومع تمزيق الاتفاق النووي، يجب أن تكون بلادنا وحلفاؤنا مستعدين لما رأيناه في الماضي"، في إشارة إلى تمكن قراصنة إيرانيين خلال السنوات الماضية، كان أخطرها عام 2013، من اختراق النظام الحاسوبي، الذي يدير سد بوان في نيويورك، لكنهم لم يتمكنوا من التأثير على عمليات السد، نظرًا إلى أنه لم يكن متصلًا بأجهزة التحكم، بسبب عمليات ترميم كان يخضع لها.

ورأى المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي، مات أولسن، "أن قدرات إيران الإلكترونية زادت بسرعة أكبر مما تنبأ به المحللون"، محذرًا بالقول "إن تلك القدرات قد توظف قريبًا لضرب أهداف أميركية". 

التأهب ضروري
كما لاحظ أن "إيران هي من بين أكثر خصومنا تطورًا (في مجال الحرب الإلكترونية). ويمكننا توقع أن توظف هذه القدرات ضد الولايات المتحدة".

وقال أولسن: "بالنظر إلى تاريخ النشاط الإلكتروني الإيراني ردًا على القضايا الجيوسياسية، فإن قطاع الطاقة الأميركي لديه كل الأسباب ليتأهب لهذه الهجمات".

أضاف المستشار السابق: "الولايات المتحدة تتصدر العالم في الإبتكار وصناعة التقنية، ونحن على الأرجح واحدة من أكثر الدول التي تستخدم التقنية لتشغيل الآلات، إلا أنه قد تلحق بنا خسائر كبيرة (إذا نجحت الهجمات الإلكترونية ضد الأهداف الأميركية)".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أرسلت قبل أشهر مسودة جديدة لإستراتجية استخدام السلاح النووي، وحوت للمرة الأولى أسبابًا تدعو إلى استخدام هذا السلاح ضد الأعداء "الذين يشنون حربًا إلكترونية ضد الولايات المتحدة، وتنتج منها أضرارًا كبيرة في البنية التحتية للبلاد".