أكّدَ كلّ من وفدَي المعارضة والنظام السوري قرارهما بالمشاركةَ في الجولة التاسعة من مفاوضاتِ التسوية السورية في العاصمة الكازاخستانية، أستانة، والمقرّر ِعقدُها يومي 14و15 مايو الجاري.

إيلاف: علمت "إيلاف أن "هناك اعتذارات بين صفوف المشاركين البارزين من المعارضة، نظرًا إلى التصعيد في الحل العسكري وسياسة التهجير التي تنتهجها روسيا والنظام السوري".

المقاطعة لا تخدم الثورة
ورغم الآمال المحدودة أكد وفدُ المعارضةِ بشكل عام عزمهُ رسميًا حضورَ الجولة التاسعة. وقال فاتح حسون القيادي في أستانة في تصريح خاص لـ"إيلاف" إنه "بالرغم من عدم التزام روسيا وإيران والنظام بما تم الاتفاق عليه في أستانة، ومن أهم ذلك اتفاقية خفض التصعيد، وما تلا ذلك من تهجير قسري بعد جريمة الكيميائي في الغوطة الشرقية، وتهجير قسري في ريف حمص الشمالي، وتهديد علني حول منطقة إدلب، إلا أنه تم اتخاذ قرار المشاركة في جولة مباحثات أستانة المقبلة لكونها استحقاقًا يمكن استثماره لتحقيق بعض مصالح الثورة، ومنها الحفاظ على منطقة إدلب، وتفعيل ملف المعتقلين، ولجم الروس عن المضي في المسار العسكري، لا سيما أن المسار السياسي في جنيف متوقف".

اعتبر حسون أيضًا أنه "بالرغم من عدم تعويلنا على أستانة لتحقيق مكتسبات حقيقية، بسبب تعنت الروس وتعطيل الإيرانيين، إلا أن مقاطعة أي مباحثات أو مسار تفاوضي، لا تخدم المصلحة الثورية، نحن ما زلنا نعوّل على ثوارنا وأهلنا، لكن المفاوضات هي نشاط ثوري لا يعوق النشاطات الأخرى، والحفاظ فيها على مبادئ الثورة، وطرح وجهات النظر مع الأطراف الأخرى بشكل مواز
للعمل العسكري على الأرض، يفيد ولا يخرب، إن أحسنا التنسيق، واغتنام المتاح، وفرض ما نستطيع فرضه".

بحث الهدنة ودحر داعش
ونقلت وكالةُ "نوفوستي" عن مصدرٍ سوريٍّ مُطّلع تأكيدَهُ على أنّ وفدَ النظام ِسيشارِكُ في الجولة الجديدة من أستانة. مشيرًا إلى أن مندوبَ النظامِ السوريّ لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيرأسُ الوفد الآتي من دمشق.

فيما أكد نائبُ وزيرِ الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن الجولة المقبلة ستبحثُ مجموعةً من المسائل، بينها توحيدُ الجهود ِالرامية إلى الهزيمةِ النهائية لتنظيمِ داعش ووقفِ إطلاقِ النار بين الأطرافِ المتنازِعة في سوريا، ومناطقِ تخفيفِ التوتر. وأفادت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن الدول الثلاث الراعية لاتفاق أستانة أكدت أنها ستعقد جولة جديدة من مفاوضات التسوية بشأن سوريا أيام 12 إلى 15 من الشهر الجاري.

وبدأت روسيا وإيران وتركيا تطبيق مبادرة أستانة منذ العام الماضي، وقد تم إثر ذلك إنشاء مناطق من المفترض أن تشهد "خفضًا للتصعيد"، ونشر الجيش التركي نقاطًا له في إدلب وفقًا للاتفاق عينه.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحافي إن بلاده "تسعى إلى استئناف مفاوضات السلام السورية في جنيف في أقرب وقت، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، التي تنص على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها". وكانت مدينة سوتشي شهدت محادثات دعت إليها روسيا.