رصدت صحف عربية، وخاصة المصرية، ردود أفعال غاضبة بين المصريين بسبب زيادة أسعار تذاكر قطارات الأنفاق.

ورفعت الحكومة المصرية أسعار تذاكر قطارات الأنفاق (المترو) في القاهرة بنسبة تصل إلى 250 في المئة بدءا من يوم الجمعة. وتعد هذه الزيادة في أسعار تذاكر المترو الثانية خلال أقل من عام.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سعي الحكومة المصرية لفرض إجراءات تقشفية ترتبط باتفاقية وقعتها مصر في عام 2016 مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض لمدة ثلاث سنوات بقيمة 12 مليار دولار.

"سياسة القسوة"

تشير "الوطن" المصرية إلى "صراخ ونقاش واستسلام للواقع" في عربة السيدات بعد رفع أسعار التذاكر.

تقول الصحيفة "نقاشات حادة بين السيدات تجدها فور الدخول إلى العربة المخصصة لهن، بين رصد للأسعار التي ارتفعت مؤخرا، والشكوى بسبب عدم مقدرة بعضهن على التعايش مع الغلاء، فيما سيطرت حالة من الوجوم على وجوه بعض السيدات والشابات اللاتي اكتفين بمراقبة الوضع الجديد دون إبداء آراءهن".

يقول موقع "المصريون" الإلكتروني إن "رفع تذاكر المترو يصيب المصريين بالصدمة"، كما يشير إلى "غضب عارم فى المحطات" وسط شكوى الركاب.

ونقلت الصحيفة عن برلمانيين مطالبتهم بمساءلة وزير النقل في مجلس النواب، كما أفادت بأن حركة "ضد الغلاء" تطالب الحكومة بالتخلي عن "سياسة القسوة".

وأبرزت صحيفة "اليوم السابع" تحذير شركة "المترو" للركاب من مخالفة التعليمات وضرورة الالتزام بعدد المحطات المحددة بالتذكرة.

وتقول "الشرق" القطرية إن "رفع الأسعار أثار سخطاً واسعاً لدى المصريين" كما تشير إلى "حملات لمقاطعة مترو الأنفاق رداً على ذلك القرار الذي اعتبروه 'تركيعاً وسحقاً وطحناً متعمداً للمواطن'".

وقالت "المدينة" السعودية إن زيادة أسعار تذاكر قطارات الأنفاق أثارت "حالة من الاحتقان والغضب" و"أزمة سياسية في الشارع المصري، تحولت إلى البرلمان، حيث رفع أعضاؤه شعار الرفض، ووصفوه بغير المبرر، مهددين بالتصعيد خاصة أنه لم يتم عرضه على البرلمان وأنه جاء بإرادة منفردة من جانب الحكومة".

"ضربة للفقراء"

وأورد موقع "الخليج الجديد" الإلكتروني أن قوى مصرية انتقدت رفع أسعار التذاكر باعتباره "ضربة للفقراء".

كما رصدت "الوفد" المصرية حالة "استياء شديد لتلك الزيادة المفرطة لتذكرة المترو".

وأشارت "الشرق الأوسط" اللندنية إلى "غضب في مصر بسبب رفع تعريفة مترو الأنفاق... وزحام ومشادات بالمحطات... ومخاوف من أن تطال وسائل النقل الأخرى".

وتقول الصحيفة "لم يكد المصريون يستعدون لاستقبال شهر رمضان، ويشكون من الارتفاع المجنون لأسعار الياميش ومستلزمات الشهر الفضيل، حتى فوجئوا صباح أمس برفع أسعار تعريفة مترو أنفاق القاهرة، وسيلة التنقل الشعبية الأولى في البلاد، الأمر الذي يزيد من أعباء الحياة، خاصة على أصحاب الدخل المحدود، الذين يمثلون الشريحة الكبرى في المجتمع".

وتضيف الصحيفة أن "الأزمة التي فجرت غضباً شعبياً وطالت البرلمان، لم تجد صدى يذكر لدى وزارة النقل صاحبة قرار الزيادة".

"إنقاذ العراق من الطائفية"

ناخب عراقي
AFP

وفي موضوع آخر، اهتمت الصحف العربية بانتخابات مجلس النواب العراقي، وهي أول انتخابات برلمانية في العراق منذ إعلان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

يقول نزار عبد الستار في "الصباح" العراقية إن "الذهاب الى صناديق الاقتراع هو في الحقيقة مسألة اعتداد حضارية، وقضية حب لوطن عاش طويلا مثخنا بالجراح".

ويضيف "رؤية الناس وهي تتوجه إلى صناديق الاقتراع هي صورة حياتية دسمة فيها الكثير من الطزاجة، فبرغم ضبابية الأفق، واعتلال الثقة يبقى الأمل هو الرجاء الأكثر صلابة في الإنسان العراقي".

وتقول "الأخبار" اللبنانية "يطوي العراق اليوم صفحة دامية من تاريخه السياسي المعاصر، بإجرائه انتخابات برلمانية عامة هي الأولى منذ هزيمة 'داعش'".

وتضيف الصحيفة "ستحاول الولايات المتحدة الحفاظ على ما تعتقد أنه «توازن» يمنع دخول العراق بالمطلق في الفلك الإيراني، يستشعر الطرف المقابِل (إيران وحلفاؤها «الموثوقون») قدرة أكبر على المناورة مما كان لديه عام 2014".

تقول "العرب" اللندنية "العراقيون يقترعون رغبة في التغيير" وبهدف "إنقاذ العراق من الطائفية والفساد".

ويعبر أمير الطاهري في "الشرق الأوسط" اللندنية عن اعتقاده بأن "من بين نتائج الانتخابات العراقية المرتقبة هو التقليص التدريجي لنفوذ كل من إيران والولايات المتحدة على النزعة العراقية الوطنية الأصيلة والتي تتخطى وتتجاوز كافة الانقسامات والتشرذمات الطائفية والعرقية التقليدية في البلاد".

ويقول الكاتب الإيراني "بصرف النظر تماماً عمّا سوف تسفر عنه الانتخابات العامة العراقية، فإن الحكومات العراقية المقبلة سوف تواصل العمل من موقف سياسي ضعيف نسبياً بسبب افتقاره إلى قاعدة الدعم والتأييد الذاتية القوية".

تتساءل "الخليج" الإماراتية "هل يمكن للبرلمان الجديد أن يقدم صورة جديدة للعراق، مختلفة عن الصورة السابقة، التي شابها الكثير من التشويه على يد مجموعة من السياسيين؛ احترفوا الفساد؛ وانغمسوا في مستنقع الطائفية والمذهبية الآسن، وأداروا دفة الحكم بعقلية العائلة والعشيرة والولاءات المشبوهة؟"

وتشدد الصحيفة على أن "اجتثاث الفساد، الذي يضرب مختلف أركان الدولة، ويقوض كل إمكانات النهوض وإعادة الإعمار، لا بد أن يشكل المهمة الأولى للبرلمان الجديد".