أحمد قنديل من دبي: أيد مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" المخاوف التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن المخاطر التي تواجهها سلامة الطيران المدني بسبب العمليات العسكرية القطرية العشوائية. وذلك في ضوء الخروقات القطرية الخطيرة لقواعد سلامة الطيران المدني من خلال اقتراب مقاتلاتها العسكرية من عدة طائرات مدنية مسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية العام 2018، لافتا الى ان الطائرات العسكرية القطرية خرقت سلامة الطيران المدني الاماراتي من خلال تحرشها بالطائرات المدنية الاماراتية التي كانت متجهة الى مطار المنامة في البحرين، وأكد المجلس انه سيراقب حركة الطائرات العسكرية القطرية لحماية الطائرات المدنية حتى لا تتكرر حالات تحرشها بالطائرات المدنية الاماراتية ومنعا لحدوث كوارث جوية.

جاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدها المجلس اليوم بحضور فهد سعيد محمد الرقباني سفير دولة الامارات لدى كندا وسيف محمد السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني الاماراتي.

و في رده على الطلب الذي تقدمت به حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة شدد المجلس على أهمية التأكيد على سلامة الطيران المدني وحماية أرواح المدنيين المسافرين على متن الطائرات.

وأكد المجلس أهمية التعاون بين السلطات المدنية و العسكرية والتطبيق الفعال لاحترام مبادئ سلامة الطائرات المدنية المتعلقة بالحفاظ على سلامة حركة الطيران المدني في المنطقة.

عمليات عسكرية

ودعا المجلس إلى إلتزام العمليات الجوية العسكرية بضمان سلامة الطيران و أخذها بالإعتبار، لافتا الى أن "إيكاو" ستواصل مراقبتها للوضع لتحديد وتنفيذ الحلول الفنية لتعزيز سلامة الطيران في المنطقة.

ورحب سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني بقرار مجلس منظمة الإيكاو وقال "نشكر المجلس لقبولة الشكوى التي قدمناها و التوصيات التي اشتملت عليها ورقة العمل التي قدمتها الدولة للمجلس".

و ذكر السويدي خلال جلسة الاستماع أن هذه الحوادث تشكل انتهاكا واضحا و خطيرا من قبل دولة قطر لاتفاقية الطيران المدني الدولي "المعروفة أيضا اتفاقية شيكاغو" التي تطالب الدول باحترام سلامة الملاحة الجوية المدنية، مؤكدا أن الأدلة التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للمجلس تبرهن أن دولة قطر فشلت في الاخطار بحدوث نشاطات خطيرة وأنها لم تقم بالتنسيق بين وحداتها العسكرية وخدمات حركة الطيران المدني من ناحية ومع نظيراتها في مملكة البحرين من ناحية أخرى.

سلوك متهور

وأشار إلى أن الأهم من ذلك أن دولة قطر فشلت في التأكيد على أن طائراتها تحترم سلامة حركة الطيران المدني وأنه لم يكن هناك منطق أو تبرير لهذا السلوك المتهور من قطر. مضيفا أن الحوادث الخمسة تبين مدى الاستهتار الذي وصلت إليه قطر في محاولاتها اليائسة للإضرار بجيرانها وتهديد حياة الركاب من أنحاء العالم كافة.

وأوضح السويدي أن "دولة الإمارات تعتبر قبلة عالمية للطيران ونقل المسافرين من جميع جنسيات العالم وإن إقدام دولة قطر على هذا الفعل المتعمد و المتمثل في خرق معايير سلامة الطيران المدني يجب أن ينظر إليه كتهديد ليس فقط لدولة الإمارات ودول الخليج بل للأمن العالمي بأجمعه".

المجال الجوي البحريني

وتابع "يؤكد قرار منظمة إيكاو ثقة دولة الإمارات العربية بالمنظمة العالمية والتي ظلت الإمارات تقف دوما بجانبها انطلاقاً من روح المواطنة العالمية. وتلتزم دولة الإمارات بسلامة وأمان كافة البشر في هذا العالم.. ونعبر عن امتناننا للمجلس لتأكيده ضرورة سلامة الملاحة الجوية.. وفي كل شهر، تمر أكثر من 50 ألف رحلة جوية بسلامة وكفاءة عبر المجال الجوي البحريني.. وفي كل عام، تتعامل المراقبة الجوية البحرينية مع حوالي 600 ألف حركة جوية.. ومن بين كل هذه الرحلات، لا تستهدف قطر إلا الطائرات المدنية المسجلة في دولة الإمارات".

وذكر السويدي "في ضوء ما تقدم فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات القطرية لمنعها من معاودة مثل تلك التصرفات التي لا تعرض مواطني دولة الإمارات وحدها للخطر وإنما تقريبا مواطني كل دول العالم.. ولن تتوقف قطر عن القيام بمثل هذا النوع من الانتهاكات إلا في حال وجود رد فعل قوي من جانب المجتمع الدولي تجاه سلوكياتها المستهترة."

مناورات خطيرة

وفي سياق سلوكها المستفز تجاه الطائرات المدنية الإماراتية قال محمد الدوسري مدير ادارة الملاحة الجوية والمطارات عضو في الوفد الإماراتي "قامت قطر بانتهاك العديد من بنود اتفاقية الطيران المدني الدولي والتي تنص على ضرورة قيام الدول بضمان أخذ طائرتها العسكرية سلامة الملاحة الجوية المدنية بالإعتبار وعدم تعريض حياة المسافرين أو سلامة الطائرة لأي خطر.. كما أدت المناورات الخطيرة التي قامت بها طائرات سلاح الجو القطري إلى انتهاك إجراءات تنص عليها منظمة الإيكاو بشأن تنسيق السلطات العسكرية لعملياتها والجهات المسؤولة عن تنظيم الملاحة الجوية فضلاً عن انتهاكها لخطاب الاتفاق بين البحرين والدوحة."