قتل طالب وأصيب آخرون بجروح في اشتباكات جرت صباح اليوم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر في أغادير بين طلبة صحراويين وطلبة أمازيغيين، وأكدت مصادر أن قوات الأمن اعتقلت حتى الآن 30 شخصًا، غير أنها لم تكشف بعد عن الشخص الذي ستوجّه إليه تهمة القتل.

إيلاف من الرباط: أكد مصدر محلي أن الطالب الذي قتل، واسمه عبد الرحيم بدري، ينتمي إلى "فصيل رفاق الشهيد الولي للطلبة الصحراويين" الموالي لجبهة البوليساريو، وأنه مسجل في السنة الثالثة قانون عام بكلية الحقوق في الجامعة نفسها، في حين جرت الأحداث التي قتل فيها بكلية الآداب.

أضاف المصدر أن الاشتباكات اندلعت عندما رفض طلبة حضروا للكلية من أجل اجتياز امتحانات شعبة الدراسات الأمازيغية مغادرة الكلية والمشاركة في مقاطعة الدروس التي دعا إليها "فصيل رفاق الشهيد الولي للطلبة الصحراويين" بمناسبة الذكرى 45 لتأسيس جبهة بوليساريو الداعية إلى انفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب. وأضاف المصدر أن مجموعات من الطلبة المحسوبين على هذا الفصيل حاصروا الكلية صباح السبت لمنع الطلبة من دخولها، ورشقوا الطلبة الذين تمكنوا من ولوج الكلية لاجتياز الامتحانات بالحجارة. 

وأشار المصدر إلى أن حادثة القتل وقعت عندما تراجعت مجموعة من الطلبة الصحراويين، وتخلف واحد منهم، ليجد نفسه محاطا بعشرات الطلبة الغاضبين، وأصيب الطالب المدعو عبد الرحيم بدري بضربة على رأسه، نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

وأوضح المصدر أن هذه الاصطدامات تحدث في مثل هذا الوقت من كل سنة بسبب الأنشطة التي ينظمها الطلبة القاعديون (تيار يساري مغربي راديكالي يساند جبهة البوليساريو) و"فصيل رفاق الشهيد الولي للطلبة الصحراويين" المتفرع عنه، ويضم الطلبة من أصول صحراوية، وذلك في سياق احتفالهم بمجموعة من الأحداث منها انتفاضة الزملة وتأسيس جبهة البوليساريو. 

وقال المصدر عينه إن هذه الأنشطة التي تدعو إلى انفصال الصحراء عن المغرب يعتبرها باقي الطلبة استفزازية. وأشار المصدر إلى أن التوتر بدأ قبل أسبوع بين طلبة محسوبين على الحركة الأمازيغية والطلبة القاعديين، حيث قام كل طرف بتخريب رموز الطرف الآخر (مجلات حائطية ولافتات وملصقات)، مشيرًا إلى أن الحركة الأمازيغية تعتبر الصحراء جزءًا من بلاد الأمازيغ التي احتلها العرب، فيما يعتبر أتباع "بوليساريو" أن الصحراء احتلها الأمازيغ.