قرر الرئيس الفرنسي مكافأة المهاجر المالي، مامودو قساما، بعد أن تسلق واجهة أحد المباني في باريس لإنقاذ طفل يبلغ من العمر 4 أعوام. واستقبل ماكرون قساما الذي لقب بـ "الرجل العنكبوت" وأعلن أنه سيمنحه الجنسية الفرنسية.

باريس: استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المهاجر من مالي، مامودو قساما، ليشكره على إنقاذه طفلا كان عالقا في شرفة شقة بالطابق الرابع في باريس.

 

 

وأعلن ماكرون بعد لقاء الشاب أنه سيمنحه الجنسية الفرنسية، وشكره شخصيا ومنحه وسام الشجاعة، وقرر أيضا منحه وظيفة رجل إطفاء.

وحظي الرّجل الملقب بـ "الرجل العنكبوت" بتكريم رسمي وشعبي في فرنسا، حيث هرع بعد ظهر السبت معرّضاً حياته للخطر لإنقاذ الطفل. 

 

وتم تصوير الرجل لحظة تسلقه المبنى مستخدماً فقط يديه من دون الاستعانة بأي وسيلة أخرى.

وقال قساما لوسائل الإعلام "تسلقت المبنى وأحمد الله لأني تمكنت من إنقاذه. لقد شعرت بخوف شديد ونقلت الطفل إلى غرفة المعيشة ورحت عندها أرتجف".

وأفادت عناصر التحقيق انه تم احتجاز والد الطفل (37 عاما) على ذمة التحقيق لتركه طفله وحيدا، في حين ان والدته لم تكن في باريس في ذلك الوقت.

يشار إلى أن قساما وهو مالي الأصل وصل إلى فرنسا العام الماضي من دون أوراق ثبوتية بعد رحلة طويلة وخطيرة في قارب عبر من خلاله البحر الأبيض المتوسط.

تصرف بطولي

وقال الناطق باسم الجمهورية بنجامان غريفو الأحد في تغريدة على تويتر "مامادو قساما تصرف بشكل بطولي، لإنقاذه في باريس، طفلا دون أن يفكر في حياته هو. هذه الشجاعة الكبيرة تمثل وفاء لقيم التضامن في جمهوريتنا، يجب أن يفتح أمامه أبواب مجتمعنا".

من جهتها أعلنت عمدة باريس الاشتراكية آن هيدالغو أنها ستدعم قساما في إجراءاته الإدارية في فرنسا.

وقالت الأحد في تغريدة على تويتر "تحية كبيرة لمامادو قساما لموقفه الشجاع الذي سمح أمس مساء بإنقاذ حياة طفل. كان من دواعي سروري أن أتحدث معه عبر الهاتف، لكي أشكره بحرارة".

وتابعت هيدالغو "لقد شرح لي أنه قدم من مالي منذ بضعة أشهر وأنه يحلم ببناء حياته هنا. لقد أجبته أن موقفه البطولي هو مثال يقتدى به من كل المواطنين وأن مدينة باريس حريصة على مساندته في كافة الإجراءات الإدارية للاستقرار بفرنسا".

بدورها، قالت رئيسة منطقة باريس فاليري بيكريس في تغريدة "كل التقدير والامتنان لمنقذ الطفل الصغير الذي لم يصغ سوى إلى صوت شجاعته وتسلق واجهة مبنى ليدركه".

المهاجرون بشر

وقالت منظمة "إس أو إس راسيزم" غير الحكومية في باريس إن "مامادو قساما يذكرنا أن الأشخاص المقيمين بطريقة غير قانونية هم بشر (..) يتمتعون بشجاعة هائلة وبرهنوا عنها من خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا. وهي شجاعة يستمرون بإبدائها هنا" طالبة في بيان من "وزير الداخلية تصحيح وضع قساما".