الرباط : احتضنت الرباط امس الجمعة اجتماعا حول تطور مشروع تهيئة خليج كوكودي في ابيدجان بكوت ديفوار، والذي تقوده شركة مرتشيكا ميد الحكومية المغربية. وشارك في الاجتماع، الذي خصص لتقييم إنجاز المشروع ووضع خارطة طريق لمراحله المقبلة، وفد ايفواري رفيع برئاسة باتريك أشي، الامين العام لرئاسة كوت ديفوار، وسعيد زارو، مدير عام شركة مرتشيكا ميد، وممثلي البنوك وعدد من الشركاء المغاربة المهتمين بالمشروع.

وعبر أشي عن ارتياحه لمستوى تقدم المرحلة الأولى من المشروع، والتي ناهز مستوى إنجازها 30 في المائة. وقال في تصريح ل" ايلاف المغرب" : "تمكننا خلال زيارة العمل التي قمنا بها للمغرب و امتدت يومين من الإطلاع على العديد من المشاريع الكبرى، خاصة تهيئة نهر أبي رقراق بالرباط وتهيئة مارتشيكا في شمال المغرب، والعديد من المنشآت والقناطر والترامواي. شخصيا فاجئني التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في سنوات قليلة والسرعة التي يسير بها على درب التنمية والتقدم السريع خلال العشرين سنة الأخيرة". وأضاف أشي "نحن مسرورون بمستوى التعاون مع المغرب ، ونبحث عن إمكانيات وفرص أخرى لتعزيزه. لذلك ستكون هناك زيارة أخرى لوفد حكومي عالي المستوى بعد رمضان من أجل تطوير هذه الفرص".

وحول مشروع كوكودي، قال أشي خلال لقاء صحافي عقب الإجتماع في الرباط "مع تقدم المرحلة الأولى، والتي تتعلق بتطهير الحوض والبحيرة من الثلوث وإنجاز البنيات التحتية الأساسية، بدأنا نتطلع إلى ما بعد ذلك. المرحلة الأولى ستعد الأرضية ، والمرحلة المقبلة ستتعلق بتثمين هذه الأرضية عبر إطلاق مشاريع عقارية وسياحية وترفيهية. وشكل الإعداد لهذه المرحلة جانبا أساسيا من أشغال اجتماعنا بالرباط". وأضاف اشي "مشروع تهيئة كوكودي يكتسي أهمية رمزية، ليس فقط لأنه مشروع كبير قرب العاصمة أبيدجان، بل أيضا وأساسا لكونه انطلق بمبادرة من العاهل المغربي". وأوضح أشي أن العاهل المغربي خلال مقامه في فبراير2014 بأبيدجان، كان يمر يوميا في طريقه إلى إقامته بخليج كوكودي، ولاحظ الحالة الكارثية التي يعيشها الحوض الذي تحول إلى مكب للنفايات والثلوث. وزاد قائلا ان العاهل المغربي تحدث مع رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا عن حالة الحوض ، وسأله إن كانت لديه خطة لرد الإعتبار للخليج وتأهيله. وأضاف "أخبر العاهل المغربي رئيس كوت ديفوار أن لدى المغرب بحيرة في شماله على الساحل المتوسطي كانت تعاني وضعا مشابها. وأن المغرب تمكن من خلال إحداث وكالة خاصة بتهيئة هذا الموقع من تطهيره من الثلوث وتحويله إلى فضاء سياحي جذاب أقيمت عليه مشاريع عقارية وسياحية ومنتزهات ومشاريع سكنية". وأضاف أن العاهل المغربي أكد للرئيس الايفواري استعداد المغرب لوضع تجربته في هذا المجال رهن إشارة بلاده. وقال "في غضون 24 ساعة كان سعيد زارو في أبيدجان ومعه مسؤولو الشركة لبحث نقل التجربة المغربية".

وأضاف المسؤول الإيفواري "مشروع تهيئة كوكودي مشروع ضخم ومعقد. كان موزعا بين سبع وزارات قبل قدوم شركة مارتشيكا ميد. أول ما استفدنا من التجربة المغربية هو ضرورة وضع المشروع برمته تحت إشراف هيئة موحدة مثل وكالة تهيئة مارتشيكا أو وكالة تهيئة أبي رقرارق في المغرب. وفي هذا الإطار أنشأنا لجنة متابعة تحت رئاستي وتضم كل القطاعات الوزارية المعنية، ونحن الآن نتجه إلى إنشاء الوكالة".

وأضاف أشي أن الفائدة الثانية التي استفادها المشروع من الانخراط المغربي فيه تتعلق بتعبئة التمويلات الضرورية لإنجازه، مشيرا إلى أن الدبلوماسية المغربية لعبت دورا أساسيا في هذا المجال، خصوصا في تعبئة الصناديق العربية. وأضاف "كان لتدخل المغرب دور أساسي في تسريع الحصول على التمويلات من الصناديق العربية، لدرجة أن بعض مشاريع البنيات التحتية التي كانت مستقلة عن مشروع كوكودي، والتي كنا نعول فيها على ممولين دوليين آخرين، قررنا إدماجها في مشروع كوكودي من أجل تسريع إنجازها وتفادي بطء الحصول على التمويلات من الممولين الآخرين". 

وأضاف أشي "مشروع كوكودي يعتبر بحق نموذجا للتعاون جنوب- جنوب، ويجسد الدعوة التي وجهها العاهل المغربي من أبيدجان في سنة 2014 إلى القادة الأفارقة بضرورة إرساء ثقة إفرقيا في إفريقيا".

وحول سير المشروع ، أوضح زارو أن إنجاز المرحلة الأولى للمشروع حققت خطوات كبيرة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تروم رد الإعتبار للمنظومة البيئية وفتح قنوات من أجل تمكين البحيرة من تغيير مياهها إضافة إلى بناء سدود ومنشآت بحرية ومائية وبنيات تحتية وطرق وممرات وقناطر، وإنجاز مرفأ ترفيهي ومنتزه حضري. ويرتقب الانتهاء من هذه المرحلة، التي ستكلف زهاء 450 مليون دولار، في سنة 2020.

أما المرحلة الثانية فستعرف تطوير مشاريع سياحية كبرى كمشروع "دار العاج" الذي سيضم مركزا تجاريا وفندقا ومركزا للمؤتمرات وتجهيزات ثقافية، والمشاريع السياحية لضفة البلاتو والمصب الأخضر لبانكو وتهيئة السهل الرياضي ومنتزه الرياضات البحرية والمائية وفضاء الاكتشاف والمغامرات، والعديد من المنتزهات والمنشأت السياحية والترفيهية على امتداد ضفة كوكودي.