لندن: رصد فلكيون ثلاث حركات غير معتادة في مجرتنا، تبين أنها لنجوم حديثة الولادة داخل منظومتنا الشمسية، ما زالت في طور النشوء لتصبح كوكبا، وهي اول كواكب تُكتشف باستخدام تلكسوب ألما فائق الدقة، وتعتبر أصغر ما رصده الفلكيون عمراً حتى الآن.

اكتشف علماء ثلاثة كواكب وليدة تدور حول نجم فتي يبعد 330 سنة ضوئية عن الأرض في برج القوس داخل مجرتنا. 

تلكسوب ألما
وهي اول كواكب تُكتشف باستخدام تلكسوب ألما فائق الدقة في تشيلي الذي يبحث عن أصولنا الكونية، حيث حقق الاكتشاف فريقان منفصلان من الفلكيين. 

ضمن منظومتنا الشمسية
ولكن الكواكب الثلاثة ليست كواكب من خارج منظومتنا الشمسية بل أجسام كبيرة من المادة التي ما زالت في طور النشوء لتصبح كوكباً.

والكواكب الثلاثة ذات كتلة مماثلة لكتلة المشتري إن لم تكن أكبر قليلا وعمر النجم الذي تدور في فلكه أربعة ملايين سنة. وقد لا يوحي هذا بأنه نجم فتي ولكن عمر الشمس يزيد ألف مرة على عمره، الأمر الذي يجعله نجماً حديث الولادة.

صعوبة الاكتشاف
وقال الفلكي في جامعة مشيغان الاميركية وعضو أحد الفريقين ريتشارد تيغ "إن اكتشاف كواكب في هذه المرحلة من حياتها في منتهى الصعوبة لأن الكواكب ما زالت محاطة بالغاز والغبار اللذين يتدفقان عليها لتكوين غلافها الجوي ومحاولة اختراق هذه المادة المحيطة بالكواكب مهمة تقرب من المستحيل". 

ولهذا السبب لا تصلح الطرق التقليدية المستخدمة لاكتشاف كواكب خارج منظومتنا الشمسية مع الكواكب التي ما زالت في طور النشوء. واستخدم الباحثون طريقة ريادية جديدة لاكتشاف عوالم حديثة الولادة حول نجم فتي قريب نسبياً من شمسنا.

على مشارف العلم
الكواكب الثلاثة الوليدة هي أصغر ما رصده الفلكيون عمراً حتى الآن وتمثل اكتشافاً يعتبر "على مشارف العلم"، كما قال كريستوف مينتي من جامعة موناش الاسترالية وعضو فريق الفلكييين الثاني. ويأمل العلماء الآن باكتشاف مزيد من العوالم الغريبة مستخدمين الطريقة نفسها لتسليط ضوء على كيفية نشوء الكواكب في أول مراحل حياتها. 

اكتشافات سابقة
وتم إكتشاف آلاف الكواكب خارج منظومتنا الشمسية أغلبها باستخدام تلسكوب كيبلر الفضائي الذي يرصد انحناءات في الضوء تسببها الكواكب عندما تمر امام نجمها. ولكن الكواكب من النوع المكتشف حديثاً لا يمكن ان تُكتشف بهذه الطريقة.

اول اوكسيد الكاربون
واكتشف العلماء الكواكب الثلاثة بالبحث عن اختلالات في القرص الغازي المحيط بنجمها وبالتحديد عن نوع معين من الضوء المنبعث من حركة اول اوكسيد الكاربون يتيح لهم أن يعرفوا كيف يدور الغاز في القرص.

وإذا لم تكن هناك كواكب داخل القرص فان الغاز سيتحرك وفق نمط بسيط متوقع. ولكن الحركة غير المعتادة تشير الى ان هناك جسماً كبيراً.
ورصد العلماء ثلاث حركات غير معتادة سبب كل حركة منها كوكب مختلف. 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "سي ان ان". الأصل منشور على الرابط التالي
https://edition.cnn.com/2018/06/13/world/infant-planets-newborn-star/index.html